- صاحب المنشور: طيبة بن القاضي
ملخص النقاش:
في ظل جائحة كوفيد-19، واجه العمال المستقلون مجموعة فريدة من التحديات. تباين تأثير الفيروس عالمياً، لكن العديد من الأشخاص الذين يعتمدون على عملهم الحر أو المشاريع الصغيرة تعرضوا لضغوط غير متوقعة. هذا الاضطراب له عواقب بعيدة المدى قد تغير الطريقة التي ننظر بها إلى سوق العمل الحرة مستقبلاً.
من الناحية الاقتصادية، شهدت الصناعات المتضررة مباشرة مثل السياحة والترفيه والخدمات الشخصية انخفاضاً حاداً في الطلب. بالنسبة للعاملین حرًا في هذه المجالات، هذا يعني فقدان الدخل وعدم الاستقرار المالي. بعض الشركات الكبيرة أيضاً اضطرت لتقييد الإنفاق مما أدى إلى تقليل فرص العمل المؤقتة والمستمرة للأفراد المستقلین.
بالإضافة لذلك، أثرت القيود الصحية على العمليات اليومية للعمال الأحرار الذين يتطلب عملھم تواصلا مباشراً مع الآخرين. سواء كان ذلك مصور فوتوغرافي، مدرب شخصية، معلم خاص، أو حتى موظف تسويق رقمي يقوم بمؤتمرات فيديو مشتركة؛ فإن كل هؤلاء تأثروا بتدابير التباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية الأخرى المرتبطة بالجائحة.
على الجانب الإيجابي، ساعدت الجائحة أيضًا في تسريع التحول الرقمي الذي ربما كان سيحدث لاحقاً بطريقةٍ أخرى. الكثير من الأعمال المعتادة خارج الانترنت انتقلت الآن إليه، وقد فتح هذا فرصة كبيرة أمام العاملين الأحرار ذوي المهارات التقنية.
لكن رغم ذلك، هناك مخاوف بشأن الثبات الوظيفي طويل الأجل لهذه الفئة بسبب عدم وجود شبكة أمان اجتماعي قوية لهم مقارنة بالعاملين النظاميين في القطاعات الرسمية. بالإضافة إلى ذلك، تتزايد المخاطر القانونية والأخلاقية حول حقوق الملكية الفكرية والحماية القانونية لحساباتهم البنكية وغيرها.
أخيراً وليس آخراً، يمكن النظر إلى التجربة الأخيرة كفرصة لإعادة النظر في سياسات دعم الدولة للمستقلین والعاملين بمفردهم. إن تقديم المزيد من المرونة والتوجيه والاستشارات المالية يمكن أن يساعد هؤلاء الأفراد على مواجهة مثل هذه الظروف الصعبة مرة اخرى. وبالتالي، سيكون للوباء تأثير ثنائي الاتجاه - إنه يجبر البعض على إعادة النظر في حياتهن المهنية بينما يحمل أيضا فرصا جديدة لمن يستطيع استثمار مهاراته بنشاط خلال الفترة الانتقالية.