في سلسلة الأسئلة المتعلقة بتناول الأطفال للمنتجات مثل "ريبينا" و"ليكوزادا"، حيث طرحت مخاوف بشأن محتواها المحتمل من الكحول والمكونات الحيوانية، يجدر بنا تقديم توجيهات واضحة وفقًا للشريعة الإسلامية.
على الرغم مما ذكرت صديقتك عن وجود كميات صغيرة جدًا من الكحول في بعض منتجات ليكوزادا والنسبة الزائدة لرطب الدجاج في ريبيانا والتي تم تصفيتها باستخدام مرشحات مصنوعة من خلايا خنازير، إلا أنه يجب النظر في عدة عوامل عند تحديد حكم تحليل تلك الأطعمة.
الأمر الأول والأوضح هو أن الإسلام يحظر بشكل صريح إضافة أي نوع من أنواع الكحول أو منتجات الخنزير إلى الغذاء والشراب بغرض الاستهلاك الشخصي. هذا التحريم مستمد من الأدلة القرآنية والسنة النبوية التي تشدد على تجنب كل ما يؤدي إلى ضرر جسماني أو نفسي للإنسان.
إذا كانت لديك شكوك حول مدى نقاء المنتج بسبب احتمال إضافة هذه المواد المحظورة خلال عملية التصنيع، يمكن اعتبار الأمر مباحاً لاستهلاكه بناءً على قاعدة البدعة الأصلية التي تنص على كون جميع الأمور جائزة حتى تثبت خلاف ذلك. ومع ذلك، ينبغي الحرص دائمًا وتجنب الشكوك قدر المستطاع.
بالانتقال إلى تفاصيل محددة، عندما تكون النسب الصغيرة جداً من الكحول متداخلة تماماً ضمن التركيبة النهائية للمنتج حتى أنها تختفي بلا أثر ملحوظ بالعين المجردة وللشم والتذوق -كما هو وارد في قضيتكم- فهو ليس له تأثير قانوني ولا يعتبر حراماً نظرياً. أما إن كانت هذه الكميات قابلة للتحديد وباقية بطريقة تؤثر على الوصف الفيزيائي للطعام كاللون والحلاوة والرائحة مثلاً، هنا تعد خطيرة ويجب عدم التعاطي معها لأن الشعور بها يدخل تحت دائرة المنع الشرعي.
وفي نهاية المطاف، تتمثل أهم نصائحنا فيما يلي:
ابحث دائمًا عمّا تعلم عنه بأنه طاهر وصفوته مضمونة.
تجنب الأغذية المثيرة للريبة والخلاف القانوني مهما بدت بريئة الظاهر؛ فقد أمرتنا السنة النبوية بذلك حين ذكر الرسول محمد صلوات الله عليه: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)).
ختاماً، دعونا نتذكر باستمرار أن السلام الداخلي يأتي غالباً عبر اختيار المسالك الآمنة والمعروف عنها كونها مطابقة لشروط العفة والاستقامة المحددة بالدين الحنيف.
