- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في خضم عصر يتزايد فيه الطلب العالمي على المياه بشكل كبير بسبب عوامل مختلفة مثل الزيادة السكانية والتغيرات المناخية وتوسع الأنشطة الصناعية والزراعية، تصبح إدارة موارد المياه حاسمة. يواجه العالم حالياً تحديات غير مسبوقة تتعلق بجودة وكفاية هذه المادة الحيوية، مما يستدعي حلولاً مبتكرة ومستدامة.
التحديات الرئيسية
- نقصوارد المياه: في العديد من المناطق الجافة وشبه الجافة حول العالم، حيث يكافح الناس بالفعل للوصول إلى مياه نظيفة، فإن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم الوضع. انخفاض مستويات هطول الأمطار وانخفاض كمية الثلوج المتساقطة يقللان من توافر المياه العذبة. إضافة لذلك، يمكن أن تؤدي الظواهر المناخية القاسية كالفيضانات والجفاف أيضًا إلى تدمير البنية الأساسية للمياه وإتلافها. هذا يعني أنه حتى عندما تكون هناك مياه متاحة، قد يصعب الحصول عليها أو استخدامها بأمان.
- الملوثات والصرف الصحي: تعتبر جودة المياه مشكلة رئيسية أخرى. تعاني الكثير من الدول من ارتفاع معدلات التلوث الناجم عن التصريف الصناعي والنفايات المنزلية والممارسات الزراعية الضارة وغير ذلك. إن سوء معالجة مياه الصرف الصحي وقلة الوصول إلى خدمات الصرف الصحي الآمنة يساهمان أيضاً في انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه مثل الكوليرا والدوسنتاريا.
- الإدارة الغير فعالة: غالبًا ما يتم استغلال موارد المياه بطريقة غير مستدامة نتيجة لنظم الإدارة الفاشلة. وهذا يشمل الاستخدام الكثيف للأرض زراعياً بدون اعتبار للتآكل وفقدان التربة، واستنزاف الطبقات الجوفية بسرعة أكبر مما يمكن تجديدها. بالإضافة إلى ذلك، تساهم السياسات الحكومية الضعيفة وعدم كفاية مشاركة المجتمع المحلي في اتخاذ القرار بشأن موارد المياه في تفاقم المشاكل.
- زيادة الطلب: مع نمو عدد سكان العالم، ستزداد حاجته لمزيد من المياه للاستخدامات المختلفة. تحتاج المدن المتنامية إلى المزيد من المياه للشرب وللنقل وللتبريد الصناعي. كما يلزم قطاع الزراعة - الذي يستهلك معظم كميات المياه التي تضخها البشرية - بحلول مبتكرة للحفاظ على إنتاجيته وسط نقص المياه.
الفرص والحلول المحتملة
رغم وجود العديد من العقبات أمام الأمن المائي العالمي، إلا أنه يمكننا التعامل مع هذه التحديات عبر اعتماد حلول جديدة وشاملة. إليك بعض الفرص الواعدة:
* تقنيات جمع المياه المعززة: تطوير تقنيات أكثر فعالية لجمع وتحلية وتحسين جودة المياه يمكن أن يساعد في تحسين توفر المياه العذبة خاصة في المناطق شحيحة الماء.
* الكفاءة في استخدام المياه: تشجيع الممارسات الاقتصادية للمياه سواء كانت داخل المنازل أو المصانع أو بسطات الريمكن أن يخفض الطلب العام ويخفف الضغط على احتياطي المياه.
* إعادة تدوير المياه: إعادة استخدام المياه بعد تعديلها كي تستوفي مواصفات معينة وبعد اعملتها مرات عدة قبل الموافقة عليها لأغراض محددة ضمن نطاق محدود، مثل ري الحدائق العامة أو الشركات.
* الحوكمة البيئية: إنشاء آليات حكم بيئي قوية ومنظمات مجتمع مدني نشطة ضرورية لإسناد مصالح جميع أصحاب المصلحة وضمان العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية.
* المشاركة المجتمعية: دمج الأفراد والشركات والحكومات المحلية في خطط المياه الوطنية وتعزيز ثقافة الرعاية المسؤولة تجاه المياه يمكن أن يعزز الشعور بالمسؤولية الشخصية تجاه حفظ الموارد الطبيعية.
هذه ليست سوى أمثلة قليلة لما هو ممكن لتحقيق هدف ضمان حقوق الجميع في حق الحياة بموارد مائية نقية وموفرة. إنها فرصة لنا لتتبنى نهجا عقلانيا لاستخدام موارد الأرض بكفاءة وبما يحقق صيانة نظام طبي حيوي وصالح للاستمرار.