مع عمق يصل إلى حوالي 37 كيلومتراً عند أخدود ماريانا، تعد محيطات العالم أكبر مساحات المياه حول كوكبنا. هذه المسطحات الشاسعة ليست فقط موطنًا لحياة غنية ومتنوعة ولكن أيضًا مليئة بالأسرار التي تنتظر الاستكشاف. إليك نظرة عميقة حول بعض اكتشافات العلوم الحديثة المثيرة لهذه الأعماق الغامضة.

## الحياة في الظلام الدامس:

في أعماق البحار، يظل الضوء شحيحاً، ومع ذلك فإن الحياة هناك نابضة بالحركة بشكل مذهل. تمكن العلماء مؤخرا من تصوير حيوانات مثل "هوبليغيوت"، وهو نوع من القشريات يعيش بين الرمال والأرضيات البحرية الصخرية. بالإضافة إلى ذلك، ثبت وجود أنواع جديدة تماماً من الحيوانات البدائية ذات اللون الأحمر الذي ينتج عن بروتين يسمى "الفيريميرين" والذي يساعدها على امتصاص الطاقة الضوئية قليلة المتوفرة.

## البحث المستمر عن موارد غير تقليدية للطاقة:

تقدم البحوث الجديدة رؤى محتملة لاستخراج طاقة متجددة من قاع المحيطات عبر استخدام العمليات الحرارية تحت الماء. فبين طبقات الصخور البركانية أسفل المحيط، تتكون منابع للمياه الساخنة والتي تحتوي بدورها على قدر كبير من الحرارة. يمكن تحويل هذا المصدر الحراري الهائل للاستخدام البشري لتوفير كميات هائلة من الكهرباء مما يؤدي بذلك إلى خفض الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري التقليدي.

## دراسة آثار تغير المناخ:

أثبتت الدراسات الأخيرة أن تأثيرات الاحتباس الحراري تمتد بعيدا حتى قلب المحيطات نفسها. فقد سجلت استشعار الأقمار الاصطناعية زيادة في مستوى سطح البحر بسبب ذوبان الصفائح الجليدية القطبية. لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام يكمن فيما يعرف بـ "التذبذب الشمالي الأطلسي". حيث تؤثر دورة التغير الطبيعي للأحوال الجوية فوق شمال الأطلسي - والتي تستغرق عادة حوالي قرن واحد لإكمال حلقة كاملة لها - التأثير على درجة حرارة وهطول الأمطار العالمية بطرق قد تكون مضاعفة للتأثيرات الأخرى الناجمة عن الانحباس الحراري.

هذا فقط جزء بسيط مما تنبئه لنا مغامرات العلم في محاولة فهم ودرء مخاطر عالم البحار الواسع والصامت بينما نستكشف أيضاً كنوزه الثمينة وعجائبه العديدة المخفية تحت أمواجه الهادرة باستمرار.