- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:مع تزايد الاعتماد العالمي على التكنولوجيا الرقمية، أصبح مجال الذكاء الاصطناعي أحد القوى المحركة الأساسية التي تشكل مستقبل العالم. ومع ذلك، فإن هذا الانتشار المتسارع للذكاء الاصطناعي يطرح تحديات جديدة فيما يتعلق بالأمن السيبراني. بينما يمكن استخدام هذه التقنيات لتعزيز الدفاعات ضد التهديدات الإلكترونية، إلا أنها أيضا قد تكون نقاط ضعف محتملة للمهاجمين ذوي النوايا الضارة.
في الجانب الإيجابي، يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات قادرة على تحليل البيانات الكبيرة بسرعة ودقة أكبر بكثير مما يستطيع البشر فعله. هذه القدرة تساعد الخبراء في تحديد الأنماط الغريبة ومحاولة الاستجابة لها قبل وقوع الهجوم الفعلي. كما يمكن لأجهزة الكمبيوتر المدربة بالذكاء الاصطناعي التعلم المستمر وتحديث بياناتها بناءً على المعلومات الجديدة، وهذا يعزز قدرتها على مكافحة الجرائم السيبرانية باستمرار.
على الجانب الآخر، هناك مخاطر مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي للأغراض الشريرة. حيث يمكن استخدامه لتطوير برمجيات ضارة متقدمة تتجاوز حتى أفضل أنظمة الحماية الحالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الآلات نفسها قد تكون عرضة للهجمات إذا لم تكن مضادة لهذا النوع من الاعتداءات بشكل فعال. مثال واضح هو "الهجوم العميق"، وهو نوع من هجمات التصيد الاحتيالي الذي يستغل الثقة بالنظام المعتمد على الذكاء الاصطناعي ليقنع المستخدمين بأنهم يتفاعلون مع مصدر شرعي.
لذلك، يتطلب تحقيق توازن بين تطبيق وفوائد الذكاء الاصطناعي والمخاطر المحتملة منه تعاونًا عالميًا واتفاقات دولية لحماية الشبكات العامة والأفراد عبر الإنترنت. إن الجمع بين خبرة الإنسان وفريق عمل قادر على التعامل مع كل جوانب هذه التكنولوجيا سيكون حاسما لتحقيق هذا الهدف.
بشكل عام، رغم وجود تحديات كبيرة أمام دمج تقنية الذكاء الاصطناعي بأمان في البيئة الرقمية، فالعديد من الفرص متاحة أيضًا لكسب المعرفة والاستراتيجيات اللازمة لإدارة تلك المخاطر المحتملة وإحداث نقلة نوعية في مجالات مثل الأمن السيبراني وغيرها الكثير.