في الإسلام، الدين الذي يُعلِّمنا القيم الأخلاقية العليا، يعد التعاطي مع الخطايا والمعاصي بإيجابية واحتراماً لقوانين الخالق أهم خطوات النمو الروحي. عندما يرتكب المرء معصية، فإن الطريق الأمثل لتعبئة هذه المعصية ليس البحث عن أعذار ومبررات شخصية، وإنما الاعتراف بالخطأ وقبول المسؤولية الكاملة عنه. هذا هو النهج الذي اتبعه سيدنا آدم -عليه السلام- عند سقوطه، حين أقرَّ بذنبِهما قائلاً "ربنا ظلمنا أنفسنا". وهذا مثال رائع يجب أن نتأسى به جميعاً.
ومع ذلك، هناك بعض الأفراد الذين بدلاً من قبول خطاياهم والندم عليها، يحاولون تبرير أفعالهم المدمرة بحجج واهية. في حالتك المثال، قد يكون الرجل قد ارتكب خطأً جسيمًا ثم حاول الدفاع عن نفسه باستخدام كلام مثل "كانت تلك المرأة مسؤولة لأنني شعرت بالتقصير بسبب عدم تلبيتها لرغباتي". ولكن هذا تفكير خاطئ تمامًا! لأنه مهما كانت الظروف المحرضة للمعصية، فالاختيار النهائي لتحقيقها يبقى بين يديك.
ومن جانب آخر، ينطبق نفس المنطق على الزوجة أيضاً. فإذا اختارت الامتناع عن دخول الفرش الزوجية بدون سبب مشروع -مثل الحيض أو النفاس أو المرض- فهي تخالف السنة النبوية مما سيجعلها عرضة لعقاب يوم القيامة حسب الحديث الشريف.
وفي كلتا الحالتين، الحل يكمن دائماً في باب واحد فقط: باب التوبة النصوح. فعندما نسعى نحو الله طالبين عفوه وغفرانه صادقين في اعتناق ديننا ومعرفة حدوده والعيش ضمن اطاره المتكامل سوف نشعر بالراحة النفسية والحياة الهانئة. لذلك دعونا نعاهد أنفسنا دوماً بأن نواجه اخطاءنا بشجاعة وأن ندخل قلوبنا بوابة التوبة المفتوحة رحابة واسعة أمام الجميع باستثناء أحد الأشخاص؛ وهو أبو جهل القدر..!