تحليل تأثير التغيرات المناخية على الزراعة في الشرق الأوسط: تحديات وممكنات

في مواجهة تغير المناخ العالمي المتسارع، تواجه منطقة الشرق الأوسط تحديات فريدّة تتعلق بالتأثير المحتمل لهذه الظاهرة على قطاع الزراعة الحيوي والحيوي لأغ

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:
    في مواجهة تغير المناخ العالمي المتسارع، تواجه منطقة الشرق الأوسط تحديات فريدّة تتعلق بالتأثير المحتمل لهذه الظاهرة على قطاع الزراعة الحيوي والحيوي لأغلبية سكانها. يعتمد اقتصاد العديد من دول المنطقة اعتمادًا كبيرًا على المحاصيل التقليدية مثل القمح والشعير والنباتات الشجرية، والتي تعتبر جميعها حساسة لحرارة الأرض المتزايدة والظروف الجوية غير المنتظمة. هذا السياق يدفعنا للنظر بتعمُّق حول العواقب القصيرة وطويلة المدى لتغير المناخ وكيف يمكن إدارة هذه التحديات مستقبلًا.

التأثيرات الفورية الواضحة

  1. اختلال نمط هطول الأمطار: شهدت بعض مناطق العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة زيادة ملحوظة في معدلات سقوط الأمطار خلال موسم الشتاء الأخير، بينما عانت الأخرى من فترات طويلة من العطش والجفاف. يشكل هذا الاضطراب في أنماط هطول الأمطار تهديدًا مباشرة لمزارعي الحبوب الذين تعتمد محاصيلهم أساسًا على توقيت وثبات هطول الأمطار الموسمي. كذلك يؤدي جفاف التربة وتآكل طبقاتها إلى انخفاض خصوبتها مما يجبر المزارعين على استخدام كميات أكبر من المياه والمخصبات الكيميائية للحفاظ على إنتاجيتها.
  1. ارتفاع درجة حرارة الأرض: تظهر البيانات المناخيَّة ارتفاع درجات حرارة ثابتة سنويًا عبر معظم الدول الخليجية، خاصة خلال فصل الصيف حيث وصل متوسط الدرجة اليومي إلى أكثر من 40°C. يتسبب تصاعدان حراريان باستمرار في تعطيل دورة حياة النباتات الطبيعية وإجهادها؛ حيث تحتاج الكثير منها إلى ساعات مشخصنة معينة لتنمو بصورة صحية. بالإضافة لذلك فإن طفرة الحر يمكن أن تؤدى لإحداث تشوهات خلقية لدى البذور أو زهور الأشجار وبالتالي تقليل غلة الإنتاج.
  1. زيادة تواتر وشدة الأعاصير والأمواج الحارة: أدت ظاهرة "الإنقلاب" الأخيرة التي ضربت الكويت والبحرين مثلاً، إلى خسائر هائلة بالموارد البشرية والمادية بسبب الفيضانات المفاجئة والعواصف الرملية العنيفة. رغم كون هذه الظواهر نادرة الحدوث نسبياً مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، إلا أنها أثبتت قابلية التعرض لها بمستوى أعلى بكثير نتيجة للتغير البيئي الحالي. وهذا يعني ضرورة تطوير استراتيجيات وقائية وقدرة أكبر للاستجابة للأزمات الطارئة.

الاستجابات الاستراتيجية الأساسية

بالرغم من صعوبة التحكم المباشر بعامل تغير المناخ نفسه، هنالك عدة إجراءات عملية ممكن اتخاذها تخفيف آثاره الجانبية وتحسين قدرة الصناعة الزراعية على المرونة والتكيف معه:

1 - البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة

يستطيع القطاع البحثي تسريع جهوده لدراسة الأنواع الجديدة من النباتات الأكثر مقاومة للتقلُّب المناخي والحرارة المرتفعة وأمراض الآفات المختلفة. كما يساعد تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات الري واستخدام الطاقة الشمسية وغيرها الكثير في خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري المكلف بيئيا والذي يستخدم حاليًا بنسبة كبيرة. إن استخدام تقنية الدوامات الهوائية الصغيرة ("التوربينات") سيكون له دور فعال أيضا لمنع فقدان التربة وتعزيز إعادة تأهيل المناطق الصحراوية.

2 – التنسيق الحكومي والتعاون الدولي

تعمل المنظمات الدولية متعددة الأطراف كاليونسكو ومنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة بالفعل على دعم البلدان النامية ضمن خطة العمل العالمية بشأن الأمن الغذائي والتغذية بهدف مكافحة آثار التغيرات المناخية الضارة. ومن هنا يأتي أهمية تنظيم مؤتمرات عالمية دورية لاستعرض آخر المستجدات والحلول المقترحة وعرض التجارب الناجحة بين أعضاء المجتمع الدولي بغرض تقديم المساعدة الفنية والدعم المادي للدول الفقيرة.

3 – توعية الجمهور العام

إن رفع مستوى الوعي العام حول تأثير تغيرات المناخ السلبي سيجعل الأفراد أكثر اهتمام


راوية التونسي

6 مدونة المشاركات

التعليقات