- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في عصر التكنولوجيا الرقمية المتسارعة الذي نعيش فيه اليوم، أصبح استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكمبيوتر جزءًا أساسيًا من حياتنا. لكن هل هذه التقنية التي تربط العالم معًا لها آثار سلبية على صحتنا العقلية؟ هذا ما سنستكشفه في هذا المقال.
التأثير السلبي المحتمل للأجهزة الإلكترونية على النوم:
من المعروف أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمكن أن يعيق عملية إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسئول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. الدراسات الطبية تشير إلى أنه عند تعرض الجسم لهذا النوع من الضوء قبل النوم، قد يؤدي ذلك لتأخير وقت الاستغراق في النوم وتقليل عمقه. كما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بسبب انقطاع النوم المستمر.
القلق والإدمان:
تُظهر البيانات الحديثة زيادة مستمرة في حالات القلق واضطرابات المزاج بين المستخدمين الشباب لهذه الأجهزة المحمولة. يُعتبر إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أحد الأسباب المحتملة لذلك حيث يقضي العديد من الأشخاص ساعات طويلة يوميًا يتفحصون تحديثاته ويتفاعلون معه مما يساهم بتغذية شعورهم بعدم الكفاية ومقارنة الذات بالآخرين. بالإضافة لذلك فإن الرسائل غير المرئية والرسالة الصوتية "غير المقروءة" تخلق نوعاً من توتر دائم لدى بعض الناس.
مشاكل العين والمعدن البصري:
استخدام الشاشة لفترة مطولة قد يسبب جفاف العين والتعب البصري والذي يعرف باسم متلازمة عين الكمبيوتر. هذا يحدث عندما ينصب التركيز على شاشة واحدة لفترات زمنية متواصلة بدون النظر بعيداً عنها أو القيام بأنشطة تحريك الأعين بشكل دوري. أيضاً هناك علاقة محتملة بين مشاهدة الكثير من مقاطع الفيديو والمحتويات عبر الإنترنت وبين ظهور حالة نادرة تسمى متلازمة الوجه الشبكي. وهي عبارة عن تغييرات جلدية تصيب المنطقة المحيطة بالعين نتيجة التعرض طويل المدى لأشعة الشمس أثناء الجلوس أمام الشاشات الخارجية تحت ظروف الرياح الصحراوية الحارة.
طرق الحدّ من الآثار السلبية المحتملة:
لحماية نفسك والعناية بصحتك النفسية والجسدية، إليك مجموعة نصائح مفيدة:
- تقييد الوقت الذي تقضيه محمولًا على الأجهزة الإلكترونية خاصة قبل النوم بساعات قليلة.
- استخدم الوضع الليلي الخاص بشاشتك لإزالة اللون الأحمر منها ويقلل من كميات الضوء الأزرق المخترقة للعين.
- حافظ على مسافة مناسبة بين وجهك والشاشة لتجنب تهيج الجلد حول منطقة العيون.
- أخذ فترات راحة منتظمة كل ساعة تقريباً للمشي والجري وجلسات تمرينات اليوجا الخفيف.
- تجنب مقارنة نفسك بالآخرين الذين تتعامل معهم رقميًا واسعى لتحقيق تقدم شخصي بناء وليس مجرد البحث دوماً عن التحسينات الظاهرية.
هذه المعلومات تستند إلى دراسات علمية وأبحاث صحية حديثة وقد تكون قابلة للتغيير بحسب تطورات العلم مستقبلاً.