- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:شهدت السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في قطاع التكنولوجيا المالية أو "فنتك" ليس على مستوى العالم فحسب، بل أيضاً داخل الدول العربية. هذه الحركة الدافعة نحو التحول الرقمي في الخدمات المصرفية والمالية تأتي نتيجة لعدة عوامل منها زيادة انتشار الهواتف الذكية والإنترنت عريض النطاق، بالإضافة إلى رغبة الجيل الشاب في تطبيقات أكثر راحة وكفاءة. ولكن مع هذا الازدهار يأتي مجموعة من التحديات التي تحتاج إلى التنسيق والتوجيه الصحيح.
أولاً، يعتبر الأمن السيبراني أحد أكبر المخاوف في مجال الفنتك. مع كل البيانات الشخصية والمعاملات التجارية المتاحة عبر الإنترنت، فإن احتمالات الخروقات الأمنية مرتفعة. لذلك، هناك حاجة ملحة لأفضل ممارسات الأمان والحلول التقنية لحماية العملاء والشركات على حد سواء. ثانياً، التشريعات والقوانين المحلية قد تعيق بعض جوانب تطور الفنتك. العديد من البلدان العربية بحاجة إلى تحديث القواعد القانونية لتواكب العصر الجديد للتكنولوجيا المالية وتضمن حماية حقوق جميع الأطراف المعنية.
التكامل مع البنية الأساسية البنكية
يتطلب دمج خدمات الفنتك بسلاسة مع البنية الأساسية للبنوك المحلية تعاوناً وثيقاً بين القطاع العام والخاص. يتعين على السلطات التنظيمية العمل جنباً إلى جنب مع شركات الفنتك لتحقيق بيئة تساهم في الاستقرار والاستدامة الاقتصادية. كما ينبغي تشجيع البحث والتطوير المستمر لبناء بنى تحتية تقنية قوية تدعم عمليات الفنتك.
فرص النمو والابتكار
رغم التحديات، توفر سوق الفنتك فرصاً هائلة للاستثمار والابتكار. يمكن لهذه الصناعة أن تساعد في الوصول إلى الخدمات المالية للأعداد الكبيرة من الأشخاص غير المطلعين حالياً عليها - خصوصًا الشباب - خاصة تلك المناطق ذات البنية التحتية الرقمية المنخفضة. أيضًا، تستطيع حلول البيزنس مثل المدفوعات الإلكترونية, إدارة الأموال, التأمين عبر الهاتف والأدوات المالية الأخرى أن تقدم خيارات جديدة ومبتكرة للمستهلكين.
التعاون الإقليمي والعربي
لتسريع عملية النضوج لهذه الصناعة داخل المنطقة العربية، يعد التعاون الإقليمي أمر حيوي. تبادل أفضل الممارسات, المشاريع المشتركة, وبرامج التدريب يمكن أن يعجل بالنمو ويقلل من تكلفة الاستثمار الأولية لكل دولة فردية. إن النهوض بالتكنولوجيا المالية ضمن إطار عمل مشترك سيؤدي لمزيد من قوة السوق والإبداع.
في المجمل, رغم أنها ليست طريق بدون مطبات, لكن مستقبل التكنولوجيا المالية يبدو واعدًا للغاية بالنسبة للعالم العربي. القدرة على التعاطي بشكل فعال مع العقبات وتحويلها لتكون محركًا لإطلاق الطاقات الإبداعية ستكون مفتاح نجاح الثورة الرقمية المقبلة في عالم المال والمصارف.