"ثريد هام"
أحد أكثر الأسئلة شيوعا، وخصوصا من المتابعين حديثا للقضية الفلسطينية والذين باتوا يهتموا بأدق تفاصيلها، ما هو الفرق بين حركة الجهاد الإسلامي وحماس، وما هو الاختلاف الذي أدى لانقسام الحركة الإسلامية في فلسطين وظهور تنظيمين إسلاميين يؤمنان بالكفاح المسلح وليس واحدا...؟ https://t.co/NbZ0Wru3Ut
١- حركة الجهاد الإسلامي تأسست من مجموعة طلاب فلسطينيين في الجامعات المصرية من ذوي خلفيات إسلامية وإخوانية مختلفة مثل رمضان شلّح وبشير نافع وإبراهيم معمر وعبدالعزيز عودة ونافذ عزام وعبد الله الشامي والسيد بركة وجميل عليان وتيسير الغوطي وأحمد شاكر وغيرهم. واعتبر مؤسسهم الطبيب فتحي الشقاقي أن الثورة الإيرانية مُلهمة في سياق بعث وإعادة الروح لإسلاميي العالم العربي والإسلامي بعد سنوات من القمع والتنكيل، وقام بتأليف كتاب في ذلك، كما اعتبر أن أعداد الشباب الإسلاميين في فلسطين وخصوصا في غزة تسمح لهم بالبدء بعمل عسكري ضد الاحتلال، فباشر العمل لحظة عودته لغزة عام 1981 وتأسست النواة الأولى للجهاد، مع فكرة الانطلاق الهرمي من أعلى إلى القواعد
2-كان الشيخ أحمد ياسين، باعتباره أحد أعمدة العمل الإسلامي والحركي في قطاع غزة يعتبر أن الإسلاميين غير جاهزين لعمل عسكري كبير ومنظم باعتبار أن اللحظة الحاسمة لم تحن بعد، وأن وجهة نظره تقوم على الاستمرار في العمل الاجتماعي والثقافي والحركي في الجامعة التي قاموا بإنشائها في قطاع غزة "الجامعة الإسلامية" وفي المدارس والمؤسسات والجمعيات الخيرية لتربية وتأهيل عدد كبير من الكوادر ومن ثم الانطلاق للعمل، وهو ما تحقق فعلا في الأيام أو حتى الساعات الأولى لانتفاضة عام 1987 عبر الاجتماع الذي عرف باجتماع السبعة الشهير والذي ضم الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي ومحمد شمعة وأبو طارق دخان وعيسى النشار وإبراهيم اليازوري وصلاح شحادة، وفي الضفة الغربية حامد البيتاوي وإبراهيم غوشة وحسن القيق، ومن الخارج خيري الأغا وموسى أبو مرزوق وخالد مشعل
3-قامت حركة الجهاد الإسلامي بتنفيذ عمليات عسكرية نوعية في تاريخ الصراع وخصوصا في السنوات الأولى للانطلاق إلا أن الجزء الأكبر من الزخم العملياتي تحول إلى حركة حماس، باعتبار ضخامة أعداد المنتسبين للحركة بعد الانتشار السريع داخل الأراضي الفلسطينية، مستفيدة من التنظيم الإخواني القائم ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل، وخوض طلبتها انتخابات الجامعات ونجاحهم في انتزاع عدد كبير من مجالس الجامعات والنقابات من الكتل الطلابية التي كانت تسيطر عليها فصائل المنظمة من فتح واليسار،
4-كان قرار الاحتلال إبعاد قادة الحركتين نحو مرج الزهور عند الحدود اللبنانية عام 1992 والذي طال حوالي 350 من قادة حماس و50 من قادة الجهاد فرصة لاجتماع قادة الحركتين ونقاش عدد من المسائل والخلافات التي طفت على السطح بينهما، كعدد من النقاشات الفكرية والجمهور المستهدف والتحالف في انتخابات النقابات والجامعات وتجنب الصدام وتنفيذ عمليات مشتركة،