- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في عالم يتسع فيه الذكاء الاصطناعي يوما بعد يوم، فإن النظر إلى الآثار الأخلاقية لهذا التقدم التقني أمر ضروري. يشمل هذا النقاش حقوق الإنسان وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي التأثير عليها بطرق قد تكون إيجابية أو سلبية. ومن الضروري تحديد الخط الفاصل بين الاستخدام المفيد للتكنولوجيا وبين انتهاكات الحقوق الأساسية للإنسان.
سلبيات المحتملة
من أهم المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي هي احتمالية فقدان الوظائف للعمال البشر بسبب الروبوتات والأتمتة. هذا ليس مجرد تهديدا لمصادر رزق الأفراد ولكن أيضا له تأثير اجتماعي كبير، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة البطالة وزيادة عدم المساواة الاقتصادية. كما يمكن استخدام تقنيات التعرف على الوجه وأنظمة المراقبة الأخرى لتضييق الحريات الشخصية والاستقلالية، وهو ما ينتهك حق الخصوصية الذي يعد جزءاً أساسياً من حقوق الإنسان العالمية. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر التحيز البيني نتيجة البيانات غير المتوازنة التي يتم تدريب الأنظمة عليها والتي قد تؤدي إلى قرارات تمييزية وغير عادلة ضد مجموعات معينة من الناس.
الإيجابيات المحتملة
بالرغم من هذه السلبيات المحتملة، إلا أنه يوجد العديد من الجوانب الإيجابية لاستخدام الذكاء الاصطناعي أيضاً. فمثلا، يمكن لهذه التقنية تحسين الخدمات الصحية والإدارية وتقديم رعاية طبية أفضل للمرضى الذين يعيشون بعيدا عن مراكز الرعاية الطبية الرئيسية. يمكن أيضا للأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي تقديم دعم أكبر في التعليم وتوفير موارد تعليمية شخصية ومتنوعة لكل طالب بناءً على احتياجاتهم الخاصة. علاوة على ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمحاربة الجرائم المختلفة مثل الاحتيال والسرقة عبر الإنترنت والحفاظ بذلك على سلامة وأمان الأشخاص والمجتمع ككل.
الطريق نحو تحقيق التوازن
للحفاظ على توازن صحي بين تطور الذكاء الاصطناعي وحماية حقوق الإنسان، نحتاج لأخذ عدة خطوات مهمة: تطوير قوانين وتشريعات تضمن استخدام ذكي وآمن لهذه التقنيات؛ تشجيع الشفافية والمسائلة فيما يتعلق بأنظمة صنع القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ ضمان حصول الجميع - بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية أو الثقافية – على فرص متساوية للاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي; أخيرا وليس آخرا, تنفيذ سياسات واضحة وقوية لحماية خصوصية المستخدم ومكافحة أي شكل من أشكال التمييز سواء كان مباشراً أم غير مباشر.
هذه ليست سوى بعض الأمثلة لكيفية دمج حقوق الإنسان مع تطورات تكنولوجيات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي مما يساهم في خلق مجتمع أكثر إنصافاً واستدامة.