العولمة والتعليم: تحديات تواجه جيل المستقبل

في العصر الحديث الذي يتسم بالسرعة والترابط العالمي، تظهر العديد من التحديات أمام قطاع التعليم. يأتي مفهوم "العولمة" ليُحدث تحولات كبيرة في طريقة تعامل

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:
    في العصر الحديث الذي يتسم بالسرعة والترابط العالمي، تظهر العديد من التحديات أمام قطاع التعليم. يأتي مفهوم "العولمة" ليُحدث تحولات كبيرة في طريقة تعاملنا مع المعرفة وتوزيعها. هذه التحولات ليست محصورة في حدود الجغرافيا أو الثقافات المحلية؛ بل هي تغييرات عالمية تشكل مستقبل الأجيال القادمة.

مع انتشار الإنترنت وأدوات الاتصال المتطورة، أصبح العالم أكثر اتصالا مما كان عليه سابقا. هذا التواصل الفوري جعل الوصول إلى المعلومات والمعارف العالمية أمراً سهلاً ومتاحاً للجميع تقريباً حول الكوكب. ولكن رغم ذلك، تظل هناك فوارق كبيرة بين المجتمعات المختلفة فيما يتعلق بمستوى الحصول على الفرص التعليمية النوعية. هذه اللامساواة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل عديدة تتعلق بتوزيع المهارات والموارد، خاصة في منطقة الشرق الاوسط حيث تعتبر التعليم قضية حيوية بالنسبة للأمن الاقتصادي والاجتماعي.

على سبيل المثال، يعتبر التعليم الإلكتروني أحد أهم الأدوات التي فرضتها العولمة على الطرق التقليدية لتقديم التعلم. ولكن، بينما قد توفر مثل هذه الوسائل فرصاً جديدة للوصول إلى مواد دراسية عالية الجودة، فهي أيضا تكشف مدى عدم تكافؤ الفرص بسبب الاختلافات في البنية الأساسية الرقمية داخل البلدان والثقافات المختلفة. العديد من الدول العربية لديها عوائق تكنولوجية وعائق الدخل الشامل الذي يقيد القدرة على الاستفادة القصوى من وسائل التواصل الرقمية الحديثة.

بالإضافة لذلك، فإن تأثير العولمة يُبرز الحاجة الملحة لإعادة النظر في المناهج الدراسية لكي تكون أكثر ارتباطا بحياة اليوم الواقعية والشركات الدولية المتنامية. كما أنه يشجع على تطوير مهارات القرن الواحد والعشرين الضرورية لأداء الوظائف الجديدة الناشئة نتيجة للتغيير الصناعي الكبير - وهو الأمر الذي ينطبق بشكل خاص على دول المنطقة نظرا لأنها تواجه متطلبات سوق العمل المتحولة بسرعة وكثرة العمالة غير المنتظمة بها .

وفي الوقت نفسه ، تلعب اللغة دورًا حاسمًا في العملية التعليمية تحت مظلة العولمة وهي عامل رئيسي آخر يؤثر تأثيراً عميقًا على قدرة الأفراد والجماعات لتحقيق نجاح أكبر اقتصاديا واجتماعيا. فاللغة الإنجليزية الآن المعيار الأعمى المستخدم في الأعمال التجارية وأنواع أخرى كثيرة من الحياة الاجتماعية عبر الحدود الوطنية [1]. وهذا يعني أن الحكومات ومؤسسات التدريس تحتاج لوضع استراتيجيات واضحة لتسهيل تعلم اللغات الأساسية الأخرى خارج نطاق اللغة الأم للسكان المحليين وبناء مجتمع مُعلم قادر على فهم واستيعاب ثقافة وفكر الآخرين بثروتهم المعرفية الغزيرة.

أخيرا وليس آخراً، يعد تغيير جذور النظام التعليمي جزء حيوي ضمن سلسلة طويلة المدى لإصلاح شامل يحقق اهداف الدولة الوطنية لكل دولة مستقلة وإنشاء بيئة تدريب متقدمة تمكن الشباب والشابات من مواجهة تحديات عصرهم الحالي وجني ثمار الثورة العلمانية المؤكدة بقوة نحو مزيداَ من الاعتماد الذاتي وتحسين نوعية حياة الأفراد داخليا وخارجيا. إن تحقيق تقدم ملحوظ بات رهن بأيدي السياسيين والقائمين على القطاع التربوي الذين لهم الحق والصلاحية لاتخاذ القرار بشأن الخيار الأنسب حالياً والذي يستحق التجربة ويضمن باستمرار امتلاك عناصر قوة فعّالة تضاهي زملائها المصنفة الأولى عالميًا بإمكاناتها وطموحاتها المثلى والسامية للمضي قدمًا نحو غد أفضل لكل الشعوب بلا استثناء ولا فرق بين رقعة أرض واخري حسب الموقع الجغرافي لها!

المراجع:

[1] منظمة اليونسكو (2020)، "العولمة وتعليم اللغات"، [URL_REF]


زيدون الأنصاري

5 مدونة المشاركات

التعليقات