في عالم الفقه الإسلامي، هناك تمييز واضح بين العبادات والعادات اليومية. العبادات هي الأعمال التي يؤديها المسلمون طلبًا لقربة إلى الله، وهي خاضعة لأحاديث النبي محمد (ﷺ) ولآيات القرآن الكريم. بينما العادات اليومية تتضمن الأفعال الروتينية مثل تناول الطعام، الملابس، وحتى وضع الجسم عند الجلوس.
بالنظر إلى موضوع "صفير النساء"، الذي قد يعتبر البعض أنه غير مناسب بسبب ارتباطه بالسلوك السلبي المحتمل وفق التقاليد الاجتماعية، فإن الفقهاء يشددون على أن الصوت نفسه ليس محرمًا بحد ذاته. يشرح الدكتور عبد العزيز بن باز رحمه الله أن الأصوات نفسها ليست محرمة ولكن سياق استخدامها يمكن أن يكون كذلك. وهذا يعني أن الصفير قد يكون مباح إذا كان ضمن السياقات المناسبة وليس بهدف إيذاء الآخرين أو إيقاعهم في المحرمات.
أما بالنسبة لتشبيك الساقين أو حركة القدمين خلال الجلوس، فتلك تعتبر جزءًا من العادات الشخصية ولا تحمل أي معنى ديني خاص حسب معظم التعاليم الإسلامية التقليدية. ومع ذلك، يجب مراعاة الأداب العامة والتقاليد المجتمعية المرتبطة بها.
وفي نهاية الأمر، يحذر علماء الدين المسلمين من الاستناد إلى الأحكام الدينية بناءً على أدلة غير مؤكدة، حيث يتم التأكد أولاً من وجود دليل شرعي يدعم ادعاء التحريم قبل اعتبار الأمر مُحرماً بالإجماع العام. إن فهم الاختلاف بين العبادات والعادات يساعدنا في تصحيح المفاهيم المتعلقة بالأفعال الإنسانية المختلفة وتوضيح حدود الشريعة الإسلامية الواسعة والكاملة.