عند وفاة شخص مسلم، تبدأ مرحلة جديدة تعرف بمرحلة البرزخ، والتي تمتد من لحظة خروج الروح من الجسد حتى يوم القيامة. خلال هذه الفترة، يتم التعامل مع النفس بشكل مختلف حسب حالة الشخص عند وفاته.
بالنسبة للمؤمنين، تعتبر فترة ما بين الموت والدفن البداية الفعلية لسلسلة سعادة أبدية لهم. في هذا الوقت، تُبشّر نفوسهم بالنعيم المقيم في الجنة ويُكتب مصيرهم الطيب في عليين. تصبح تلك اللحظات مصدر بهجة وفرحة لأرواح المؤمنين الذين لن يعرفوا اليأس مرة أخرى.
أما بالنسبة لكفار ومنافقي الدين، فإن نفس المصيبة تحل بهم فور موتهم. يغضب الرب عليهم ويتوقف تدخل غوث وعناية الهيّتين، مما يؤدي لتسجيل مساعيكم الخطيرة بسجل الانتقام والإدانة. تنغمس ارواح هؤلاء الضالعين بصخب شديد بسبب ظلام جهنم المرعب والذي سيستمر الى-الباقي من الدهر. وقد أكّد الشيخ ابن تيمية رحمه الله صحت وثبوت أحاديث متواترة توضح رجوع النفوس للجثامين اثناء فترة دفنهـا أرضياً. الا انه قد اكد أيضاً عدم قدرتنا باعتبار كون وصف تفاصيل حالــاة وحالات حيات البرزخة جزءآ لغموض ومعجزاتي مخفية صرفآ أمام معرفة البشرية جمعاء وبالتالي وجب تواضع وقبول ايمان المسلمين بذلك بدون طلب مزايا التفصيلات المعلوميه المعنية بتلك الاحوال وجهلها كما جاء واضح البيان في حديث الشريف "ولا تقف ما ليس لك به علم".
ختاما، ينصح علمائي التدين مثل الشيخ ابن باز وابن عثيميين بأن الاعتقاد بمراتب اما بعد المنظر فهي أمر ضروري ولكن طرق وكيفيات حدوث أحداثها مجهولات بحكم كون المعلومات حولها غير مكشوفة دينياً ولم تخبر عنها النصوص المقدسة او الحديث الصادق المشرف مطلقاً مما يستوجب قبول واقعة وجودهـــا فقط وعدم محاولة البحث وسط غموض وتعقيداتها الغير معروف الاسرار الخاصة بها لاننا اذا فعلنا ذٰلِك سنعرض بانفسنا للإشراك بربوبية الله عز وجل حين نبحث خلف أسرار الخالق سبحانه وتعالى!
