- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:مع الثورة الرقمية التي شهدتها السنوات الأخيرة، أصبح للتكنولوجيا دور حاسم في جميع جوانب الحياة، ومن أهمها التعليم. لقد غيرت التقنيات الحديثة طريقة إيصال المعرفة وتلقيها بشكل جذري. فمن ناحية، توفر الأجهزة الذكية والإنترنت فرصاً هائلة للتعلم مدى الحياة والمستمر عبر الإنترنت. يمكن للمتعلمين الوصول إلى مجموعة ضخمة من المعلومات وموارد التعلم عالية الجودة بغض النظر عن موقعهم أو ظروفهم الاجتماعية الاقتصادية.
ومع ذلك، فإن هذه التحولات الرقمية تحمل أيضاً العديد من التحديات. قد يؤدي الاعتماد الكبير على الأدوات الإلكترونية إلى تراجع المهارات الحياتية الأساسية مثل التواصل وجهًا لوجه والتفاعل الاجتماعي الفعلي بين الطلاب والمعلمين. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن تأثير الشاشة الزائد على الصحة البدنية والعقلية خاصة لدى الأطفال والشباب الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات.
التحديات
- انعدام المساواة الرقمية: ليس كل المجتمعات لديها إمكانية متساوية للوصول إلى تكنولوجيا التعليم المتطورة بسبب الاختلافات في الدخل والثروة والبنية التحتية.
- الصحة البدنية والنفسية: الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قد يساهم في مشاكل صحية مختلفة مثل قصر النظر والإجهاد العقلي والإدمان الرقمي.
- فقدان مهارات الحياة العملية: التركيز الزائد على الوسائل الإلكترونية ربما يقلل من قدرة الطلاب على تطوير مهارات اجتماعية وتعليم شخصية مهمة أخرى خارج العالم الرقمي.
الإمكانات والاستراتيجيات المستقبلية
- تحسين جودة التدريس باستعمال تقنيات تعزيز التعلم المحوسبة بتكامل ذكي مع المناهج الدراسية التقليدية لتحقيق توازن أفضل.
- وضع سياسات تنظيم استخدام التكنولوجيا التربويه لتجنب السلبيات المرتبطة بها وضمان استغلال الإيجابيات منها بالشكل الأمثل.
- زيادة الوعي بأهمية العلاقة بين الإنسان والأداة والتقليل من الآثار الضارة للإفراط في استخدام الشاشات بالنسبة لكل أفراد الأسرة.
هذه بعض المقاربات المحتملة لمواجهة واقعنا الجديد الذي يشهد تحوّلات كبيرة بفعل التأثيرات النوعية للعناصر الرقمية الجديدة. إن التنفيذ الناجع لهذه الحلول يتطلب جهود مشتركة بين الحكومات والمؤسسات التعليمية وأسر الطلبة وبقية المنظمين المعنيين حول قضية مستقبل التعليم العالمي.