التحديات والفرص في نظام الاستشارات المكثفة
يُطروح هذا النقاش حول فوائد التغيير "من الأسفل" مقابل التوجيه من الأعلى في سياق نظام استشارات المشرفين. يتناول المؤيدون لكلا النظامين آثار هذه الأساليب على كفاءة الابتكار وتحقيق الأهداف المؤسسية.داعمو التغيير "من الأسفل":
يُشدّد يسري المنصوري على أهمية بدء الابتكار من القاعدة، حيث تولد الأفكار التحويلية بطبيعتها من مواجهة التحديات. يرى أن هذا يسمح للمبادرات بالنمو والتطور في بيئة حقيقية قبل تأسيسها رسميًا، مشددًا على الفكرة أن "لا شيء يثبت كفاءته إلا عند التطبيق". يعتبر المنصوري أن الابتكارات الجذرية قادرة على تشكيل حلول مبتكرة وملائمة للحال، دون الحاجة إلى ضغط من القيود الأعلى. وعلى صعيد آخر، يُظهِر أن التغذية المباشرة والفورية تمنح فرصًا للتجريب والسقوط وإعادة الابتكار بلا حدود. يؤمن بأن هذه العملية تعزز من الإبداع وتشجع على مرونة التفكير، مما قد يؤدي إلى نقاط تحول حاسمة في السياق المؤسسي.الحذر من التوجيه من الأعلى:
بالنسبة للتوجيه من مستوى أعلى، يُشير يسري إلى أن هذا النظام قد يؤدي إلى فقدان التوجيه والاتجاه الفعّال. يمكن للابتكار المحفز "من الأسفل" أن يبقى بلا شكل، خصوصًا إذا كان التوجيه من الأعلى غير مرتبط بالواقع التشغيلي. قد تتحول المبادرات إلى "غبار" لم يُضاف إليه حجم أو شكل، وذلك نتيجة الفصل الأكبر بين صانعي القرار والباحثين عن الحلول.داعمو التوجيه من الأعلى:
من ناحية أخرى، يُشير المنصوري إلى أهمية وجود توجيهات مؤسسية لضمان توافق جميع المبادرات مع الأهداف الشاملة. حتى لو كان التحفيز "من الأسفل" يُولّد الابتكار بطريقة طبيعية، فإن وجود خطة موجهة تضمن الاتساق على المستوى التنظيمي.الحاجة إلى توازن
في نهاية المطاف، يبدو أن هناك حاجة ملحة لتحقيق توازن بين التغذية "من الأسفل" والتوجيه من الأعلى. يُعتبر التغذية المباشرة أداة قوية لإثارة الابتكار، بينما يضمن التوجيه المؤسسي تحقيق التزام الأفراد والفرق بالأهداف الشاملة.خاتمة
على أية حال، يبقى النقاش مفتوحًا للجميع. فهل يجب على المؤسسات تعزيز التغذية "من الأسفل" وتطوير خططها من هذا الأساس، أم أنه ينبغي لها تقديم إرشادات محددة لضمان انعكاس جهود التغذية على نتائج حقيقية ومستدامة؟ الإجابة قد تكون في استخدام كليهما بشكل متكامل لضمان بقاء المؤسسات ديناميكية وفعالة على حد سواء.