- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد العالم على التكنولوجيا الرقمية، أصبح التحول الرقمي قضية حاسمة لكل القطاعات، ولا سيما قطاع التعليم العالي. يشهد الشرق الأوسط تحولا هائلا نحو التعلم عبر الإنترنت والتعليم الرقمي، مما يوفر فرصا كبيرة ولكنه أيضا يواجه تحديات غير مسبوقة.
يعد هذا التحول فرصة لتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم.
بالاعتماد على الأدوات الرقمية مثل المنصات الافتراضية والمعاهدات الإلكترونية والمحتوى المتاح عبر الإنترنت، يمكن للجامعات زيادة عدد الطلاب الذين يمكنها خدمتهم بكفاءة أكبر وبأقل تكلفة نسبيا مقارنة بالطرق التقليدية. وهذا مهم خاصة في منطقة تشهد نمو سكاني وتطور اقتصادي سريعين. كما يتيح التعلم الرقمي للمعلمين تقديم مواد تعليمية أكثر ثراء وغنية بالأدلة المرئية والصوتية، وهو أمر مفيد خصوصا للأفراد الذين يتعلمون بشكل أفضل باستخدام وسائل متعددة. بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الوسيلة الفرصة لدمج التعلم العملي والتفاعلي الذي يعزز الاحتفاظ بالمعلومات لدى الطالب ويحسن مهاراته العملية.
التحديات
وعلى الرغم من الفوائد المحتملة، هناك العديد من العقبات أمام تنفيذ التحول الرقمي الناجح في جامعات الشرق الأوسط:
- نقص البنية التحتية: تحتاج الجامعات في المنطقة إلى الاستثمار الكبير في تطوير الشبكات والأجهزة اللازمة لدعم أنظمة التعلم الجديدة. قد تكون هذه تكاليف عالية بالنسبة لكثير منها.
- التفاوت الرقمي: ليس جميع الطلاب لديهم نفس القدر من المهارة أو الوصول إلى أدوات الإنترنت الأساسية. إن عدم المساواة في استخدام الحواسب الشخصية والأجهزة الأخرى يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الفوارق الموجودة أصلاً بين الطبقات الاجتماعية المختلفة.
- القضايا التربوية: يعد نقل المعرفة بطريقة فعالة عبر البيئات الرقمية تحديًا كبيرًا. يتطلب الأمر تعديلات عميقة وأساليب جديدة للتقييم وتحفيز الطلاب وإشراكهم.
السعي نحو المستقبل
لتجاوز هذه التحديات، ينبغي للجهات الحكومية وجامعات القطاع الخاص العمل معاً لتحقيق هدف مشترك - وهو جعل التعليم عالي الجودة متاحًا وميسور التكلفة للجميع بغض النظر عن موقعهم الجغرافي الاجتماعي. ويتضمن ذلك سياسات دعم البحث والتطوير المحلية وتعزيز الشراكات الدولية واستقطاب الخبرات العالمية لمواجهة الصعوبات التي تواجه طريق الانتقال إلى عصر رقمنة التعليم.
وفي النهاية، فإن رحلة التحول الرقمي ستكون مليئة بالحواجز والعقبات ولكنها ستفتح أبوابا واسعة لفرص مجدية وفريدة إن تم تسخير طاقة الإبداع والإرادة السياسية الصحيحة.