- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
مع ظهور التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، شهد قطاع التعليم تغيرات جذرية. يُطلق على هذه الحقبة الجديدة اسم "الثورة الصناعية الرابعة"، والتي تتسم بتكامل الأنظمة التقنية مع الحياة البشرية اليومية بطرق لم تكن ممكنة سابقاً. وفي هذا السياق يأتي دور التعليم الذكي كأحد أهم تطورات القرن الحادي والعشرين، والذي يستثمر الإمكانيات الهائلة للتكنولوجيا لتحويل عملية التعليم نحو الكفاءة والإبداع.
**الفصل الأول: تحديات التعليم التقليدي وأهدافه المستقبلية**
يمثل التعليم التقليدي مرحلة مهمة في التاريخ الإنساني إلا أنه يواجه العديد من العقبات التي تحد منها فعاليته. يمكن تلخيص بعض تلك العقبات فيما يلي:
- الصفوف الكبيرة: غالباً ما تضم الصفوف الدراسية عددًا كبيرًا من الطلاب مما يصعب معه توفير تعليم شخصي لكل طالب مُناسب لقدراته واحتياجاته الفردية.
- نقص المرونة الزمنية والمكانية: يتطلب التعلم حضور الطالب للمدرسة خلال ساعات محددة وقد يؤثر ذلك بشدة على ظروفهم الشخصية والعائلية. بالإضافة إلى القيود الجغرافية التي تحول دون الوصول لبعض الخبراء أو المعرفة الخاصة بموضوعات بعينها.
- التركيز على الاختبارات أكثر منه على الفهم والاستيعاب: غالبا ما يتم التركيز على نتائج الاختبارات النهائية بدرجة أكبر بكثير مقارنة بالعملية التعليمية نفسها واستيعاب المفاهيم الأساسية والتطبيق العملي لها.
- العجز عن مواكبة سرعة التطور العلمي والتقني: قد لا تستطيع المناهج الأكاديمية مراكمة وتحديث محتوى دروسها تواكبًا لأحدث الاكتشافات العلمية وبالتالي تفوت فرص تقديم أفكار جديدة ومتجددة للجيل الجديد من المتعلّمين.
وفي المقابل، يسعى التعليم الذكي عبر استخدام الوسائط الإلكترونية الحديثة مثل الحاسوب والتطبيقات والبرامج البرمجية المختلفة لتجاوز كل هذه العوائق وتحقيق الأهداف التالية:
* تعليم شخصي مخصص لكل طالب: حيث يمكن لتلك المنظومات تتبع أداء المتعلم وتحديد المجالات الواجب التدخل بها لمساعدتهم على فهم مواد دراستهم وفهم خصائص ذواتهم بشكل أفضل.
* إزالة الحدود المكانية والزمنية: فبدلاً من وجود معلم واحد داخل غرفة صف واحدة ذات حدود مادية محدودة، أصبح بإمكان مدرسين متعددين يعملون بعدد مقاطع زمنية مختلفة ومواقع مختلفة تقديم جلسات تدريس حاضرة آنيًا ويمكن مشاركتا قبل وقت طويل لاحقهذه هي مقدمة مبسطة حول موضوع "التعليم الذكي" وما يحمله المستقبل المحتمل لهذا القطاع الحيوي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والشخصنة والحوسبة السحابية وغيرها كثير من الأدوات الناشئة. سنتناول المزيد بتفاصيل أكثر عند انتقاد فصول الكتاب الأخرى!
