في السنوات الأخيرة، ظهر نوع جديد من "السجائر والشيشة"، يُعرف باسم "الإلكترونية". يدعي منتجوها أنها بديل صحي وآمن لمنتجات التبغ التقليدية. ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية تشير إلى أن هذه الأنواع الجديدة تحمل العديد من المخاطر الصحية نفسها إن لم تكن أكثر.
على الرغم من الادعاءات بأن السوائل المستخدمة في الشيشة والسجائر الإلكترونية مصنوعة من نكهات طبيعية وخالية من القطران والنيكوتين، إلا أن الدراسات أثبتت وجود مواد سامة ومسرطنة داخل تلك الأجهزة. تتضمن هذه المواد مركبات النيكوتين والجلايكول والإيثيلين غليكول -جميعها معروفة بارتباطها بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية خطيرة.
وقد قامت العديد من البلدان بالفعل بحظر استخدام وإنتاج هذه المنتجات بسبب آثارها الضارة. فعلى سبيل المثال، اتخذت أستراليا وكندا والبرازيل إجراءات ضد البيع والتوزيع والاستيراد لهذه السجائر. حتى منظمة الصحة العالمية والحكومات المحلية حذرت بشدة من التعامل مع السجائر الإلكترونية كوسيلة آمنة ومناسبة لإقلاع المدخنين تدريجيًا عن التدخين.
ومن منظور شرعي، يجب التعامل مع الشيشة والسجائر الإلكترونية بنفس الطريقة التي يتم بها النظر إلى نظرائهم التقليديين. فإذا كانت هناك مواد مضرة بصحة الإنسان موجودة في هذين النوع الجديدين من المنتجات، فلن يكون هناك اختلاف في الحكم القانوني عنهما. وبالتالي، لا يجوز الاستسلام للأوهام حول السلامة المفترضة للشيشة والسجائر الإلكترونية بناءً على أسماءها الحديثة.
وفي ختام الأمر، فإن قرار منع استخدام الشيشة والسجائر التقليدية يظل سارياً أيضًا فيما يتعلق بكل أشكال النسخ الإلكترونية. ولا يجب المغالاة في الاعتقاد بأنه بإمكان هذه الأشكال الحديثة تقديم حل للإقلاع عن التدخين بشكل فعال وصحي. لذا، يبقى الاحتياط واجبًا حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «انْتَهُوا عَنِ الشَّبَهَاتِ». فالابتعاد عما يشوبه شك أمر محمود لتحقيق سلامتك الروحية والجسدية وسط بحر المحتملات الخطيرة.