- صاحب المنشور: ذكي بن الشيخ
ملخص النقاش:
مع تقدم العصر الحديث وتطور التقنيات الرقمية، أصبح للتكنولوجيا دور بارز ومؤثر في جوانب حياتنا المتعددة. ومن بين هذه الجوانب الصحية النفسية للإنسان والتي تعتبر مجالاً حديثاً وبحثياً متزايد الاهتمام به. هذا المقال يهدف إلى استكشاف التأثيرات المحتملة لتطبيقات الهاتف الذكي والوسائط الاجتماعية والتواصل عبر الإنترنت وغيرها من الأدوات الحديثة على الصحة النفسية للأفراد.
الفوائد المحتملة للتقنية:
- التوافر الدائم للعلاج النفسي: توفر التكنولوجيا الآن خيارات متنوعة لعلاجات نفسية يمكن الوصول إليها بسهولة عبر الإنترنت، مما يجعلها أكثر سهولة وخصوصية للمستخدمين الذين قد يشعرون بالحرج أو عدم الراحة في طلب العلاج التقليدي وجهًا لوجه. تطبيقات مثل "Talkspace" و"BetterHelp" توفر جلسات علاجية عبر الدردشة أو الفيديو مع محترفين مؤهلين للحصول على مساعدة فورية ومتاحة دائمًا.
- زيادة دعم الأقران: تساعد وسائل التواصل الاجتماعي الأفراد على البقاء على اتصال بأصدقائهم وأحبائهم حتى عندما يكونون بعيدًا جغرافيًا. كما أنها تسمح لهم بالتفاعل مع مجموعات أكبر من الأشخاص ذوي اهتمامات مشتركة، مما يعزز الشعور بالانتماء والمشاركة المجتمعية التي يمكن أن تكون مفيدة لصحتك النفسية.
- وصول جديد لموارد التعليم والصحة: يوجد عدد كبير من الموارد المتعلقة بصحة الإنسان - سواء كان ذلك فيما يتعلق بالأكل الصحي، والنوم الجيد،والقضايا الشخصية - متوفرة الآن مجانا تقريبا باستخدام الإنترنت وأجهزة المحمول. وهذا يعني أنه ليس فقط يمكن للأشخاص تعلم كيفية إدارة صحتهم النفسية بأنفسهم، ولكن أيضًا الاستعانة بمجموعة واسعة من الخبراء للاستشارة عند الحاجة.
المخاطر المحتملة:
- الإدمان والعزلة الاجتماعية: هناك مخاوف بشأن كيف يمكن أن تؤدي استخدام الوسائط الرقمية بكثرة إلى الإدمان والسلوكيات المضرة الأخرى المرتبطة بها كتجنب العلاقات البشرية الواقعية والإرهاق العقلي بسبب الضغط المستمر لإرضاء الجمهور الافتراضي. تشمل بعض الآثار السلبية المحتملة زيادة القلق، الاكتئاب، وانخفاض نوعية النوم نتيجة لهذه العادات الجديدة غير الصحية.
- معلومات مضللة وفقدان خصوصية المعلومات الشخصية: أحد تحديات عصر البيانات الكبيرة هو القدرة على التحكم في حق الوصول إلى بياناتنا الشخصية وكيف يتم استخدامها. بدون مراقبة مناسبة لقواعد الخصوصية، فإن احتمال سوء الاستخدام وانتشار الأساطير الزائفة أمر وارد الحدوث. وقد يؤدي هذان الأمران مجتمعين إلى خلق بيئة معلومات مشوشة وضارة بصحتنا العقلية.
- الانقطاع عن الحياة اليومية والتأثير السلبي على التركيز والإنتاجية: الوقت الذي يقضيه أمام الشاشات باستمرار يسهم أيضا في انخفاض إنتاجيتنا وصعوباتنا في التعامل مع الأمور العملية خارج نطاق العالم الإلكتروني؛ فقد وجدت الدراسات العلمية علاقة كبيرة بين طول فترة تعريض العين للشاشة وعدم قدرة الشخص بعد ذلك إلا قليلاً علي القيام بالمهام الأخرى كالقراءة مثلا بحسب الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية عام ٢٠١٩ حيث أكدت تلك المنظمة وجود رابط مباشر بين ساعات العمل أمام الشاشة واضطرابات النظر المختلفة منها آلام عضلية وإجهاد بصري وضعف تركيز واضح خاصة لدى الأطفال والشباب والذي غالباً ما يستخدم هذا النوع من الاجهزة لساعات طويلة خلال يوم واحد .
بالنظر مجملًا لما سبق ، يتضح لنا مدى أهمية فهم تأثير كل جانب موجود ضمن عالم تكنولوجيا الاتصالات الحديثة سواء اكان ايجابي ام سلبي قبل الحكم عليه بشكل كامل واتخاذ القرار المناسب له بناء عليها سواء بالإستعماله أم تجنب استعمالات خاطئه منه تعمل ضد مصالح الصحة العامة بشكل خاص والصحة النفسيه الانسانيه عموماً .