- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب حول العالم، يبرز سؤال مهم حول مدى تأثير هذه المنصات الرقمية على صحتهم النفسية والعقلية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة معقدة ومتنوعة بين سوء الاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي والاضطراب النفسي لدى الشباب. فيما يلي تحليل مفصل لهذه الظاهرة:
تعتبر مواقع مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لكثير من الأشخاص تحت سن الثلاثين عامًا. تُظهر الإحصائيات العالمية أن أكثر من 85% منهم يستخدمون واحدة على الأقل منها يوميًا. ومع ذلك فإن هذا الاعتماد المتزايد يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير متوقعة بالنسبة للصحة العقلية.
الضغط الاجتماعي هو أحد أهم التأثيرات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي. إن مقارنة الذات الدائمة للأشخاص بمحتوى الآخرين المثالي غالبًا قد تؤدي إلى شعور بالدونية وانخفاض احترام الذات. بالإضافة لذلك فإن الضغط الذي يشعر به البعض لإظهار حياتهم بصورة مثالية عبر الإنترنت يمكن أن يعزز مشاعر القلق والإرهاق.
كيف تتجلى المشكلات الصحية؟
يمكن رؤية تأثيرات سلبية عديدة على الصحة العقلية بسبب استهلاك الوسائط الاجتماعية بكثرة. تشمل بعض الأمثلة الشائعة الاكتئاب، والأرق، واضطراب القلق العام. أيضًا فقد أثبتت الأبحاث وجود ارتباط قوي بين الهواتف الذكية والسلوك الانتحاري حيث ترتبط زيادة الوقت المستغرق أمام الشاشة بانخفاض مستوى الرفاهية العامة.
بالإضافة لما سبق، تلعب "التنمر الإلكتروني" (Cyberbullying) دورًا هامًا في خلق بيئة ضغوط نفسية كبيرة خاصة للمراهقين المصنفين ضمن فئة الأكثر عرضة للتأثر بهذا النوع من التنمر. تلك التفاعلات السلبيه التي تتم خلف شاشة الكمبيوتر لها آثار بعيدة المدى وأحيانا مستدامة ويمكن أن تدفع الفرد باتجاه الأفكار السوداوية والميول الانعزالية.
الجوانب الإيجابية والتحديات الحالية
على الرغم مما ذكر سابقًا، إلا أنه ينبغي عدم تجاهل الجانبين الإيجابي للأنظمة الاجتماعية الحديثة والتي تتضمن تعزيز الشعور بالمشاركة المجتمعية وجسور التواصل الفعال ومجموعات دعم متنوعة. ومع ذلك ، هناك ضرورة ملحة لمواجهة تحديات التحقق من المعلومات الخاطئة المنتشرة بسرعة واحتمالات تعرض الأطفال والمراهقين للفكر الضار أو المحتوى البالغ المناسب فقط للكبار وغيرها الكثير.
الحلول المقترحة
لتقليص الآثار السلبية المحتملة لتطبيقات الشبكات الاجتماعية، يقترح خبراء العلاج والنفساني القيام بعدّة خطوات عملية كالتالى:
- تعليم البرمجيات الذكية لاستخدام أفضل لهذا النظام
- زيادة التركيز على التعليم الصحيح حول سلامة الإنترنت وعواقبه وما يحمي فيه خصوصيتنا الشخصية
- تشجيع الأسرة والمدرسة على مراقبة نشاط الطفل رقميًا وضمان انخراط آمن ومسؤول
- تنظيم وقت الهاتف المحمول واستعمال التطبيق بطريقة مدروسة ومنظمة حتى نضمن فعالية أكبر للاستخدام والاستمتاع به بنفس القدر بدون مخاطر جانبية مزمنة.
في النهاية، يبقى الأمر مؤقتا مرهونا بتغيير عادات المستخدم المهني وبناء وعي مجتمعي واسع بأهمية الحد من اعتماد المطلق على المواقع والدوائر الكترونية المختلفة قدر الإمكان للحفاظ على الصحة العقليه والجسديه لأجيالنا الشابة.