- صاحب المنشور: قدور العياشي
ملخص النقاش:
في ظل الاهتمام المتزايد بالاستدامة البيئية والعمل على الحد من الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ، أصبحت عملية التخلص التدريجي من الفحم كمصادر للطاقة موضوعًا حاسمًا. رغم التأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه هذا التحول نحو الطاقة الخضراء، إلا أنه يطرح العديد من الأسئلة حول الجدوى الاقتصادية وتأثيراتها الاجتماعية وعواقبها البيئية طويلة الأمد.
الجدوى الاقتصادية والاستثمارات البديلة
بالنظر إلى الوضع الحالي، يُعتبر الفحم مصدرًا رخيص نسبيًا للطاقة مقارنة بالأشكال الأخرى مثل الغاز الطبيعي أو مصادر الطاقة المتجددة. ومع ذلك، فإن تكلفة استخراج وتوزيع الفحم مرتفعة أيضًا، بالإضافة إلى ذلك هناك نفقات كبيرة مرتبطة بتكاليف الصيانة وإدارة المخاطر المرتبطة باستخدام الوقود الأحفوري. بينما يتمتع قطاع الطاقة المتجددة بنمو مستمر وبأسعار تنافسية أكثر فأكثر، يناقش خبراء الطاقة كيف يمكن تحقيق توازن بين الاستثمار في البنية التحتية الجديدة والاحتفاظ بالموارد القائمة لاستخدامها بكفاءة حتى يتم الانتقال التدريجي.
تأثيرات اجتماعية واقتصادية محلية
يمكن لتطبيق سياسات وقائية ضد استخدام الفحم أن يؤثر بشدة على المجتمعات المحلية التي تعتمد على هذه الصناعة كمصدر رئيسي للدخل. فقد تؤدي إلى خسارة الوظائف وغيرها من الآثار الجانبية السلبية. ولذلك، يتطلب الأمر اتباع نهج مدروس يشمل دعم إعادة تدريب العمال وإنشاء فرص عمل جديدة ضمن قطاعات أخرى ذات صلة بسلسلة قيمة طاقة نظيفة. كما تساهم حوافز الدولة ومبادرات القطاع الخاص في تمكين تحويل اقتصاديات المناطق الأكثر اعتمادا على الفحم نحو نماذج إنتاجية أكثر تقدمًا وصديقة للبيئة.
الإيجابيات البيئية المحتملة للتخلص التدريجي من الفحم
بشكل عام، يعد التقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري خطوة نحو تقليل انبعاثات غازات الدفيئة المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري. ومن خلال تخفيض استخدام الفحم، سنقلل بشكل كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأنواع مختلفة أخرى من المواد الضارة الموجودة عادة في عمليات احتراق الفحم. وهذا له تأثير مباشر على جودة الهواء والصحة العامة للسكان الذين يعيشون بالقرب من مناطق المنجم والمرافق المستندة لمعالجته واستخدامه. علاوة على ذلك، ستكون هناك فوائد غير مباشرة تتعلق بعناصر النظام البيئي والحياة البرية والبحيرات والأنهار المجاورة لهذه المواقع بعد خفض نسب التلوث الناجمة عنها.
تحديات التنفيذ وكيفية معالجتها
يتضمن التحرك نحو مرحلة عدم وجود أي نسبة من الفحم عدة عقبات عملية، أهمها بناء قدرات تكنولوجية جديدة قابلة للتوسع ويمكنها التعامل بكفاءة مع الطلب المتغير للطاقة. كذلك الحاجة لأنظمة تخزين مفيدة لتقليل الاعتماد على ساعات الذروة المنتجة بواسطة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عندما تكون هذه الأخيرة متاحة بأعلى معدلات انتاجها. ويجب مراعاة مستوى الاستقرار والنظام الاجتماعي عند إطلاق المبادرات المعنية بهذا الشأن إذ يجب ضمان حصول جميع الاطراف المؤثرة على معلومات واضحة حول الجوانب العملية والفائدة التاريخية لهذا القرار.
وفي النهاية، يأتي دور السياسات الحكومية الواضحة والسليمة والتي تشجع الجميع للمشاركة الفعلية والمستمرة لتحقيق هدف مشترك وهو التحول نحو نظام أكثر اخضراراً وخالي تماماً من آثار الانبعاثات المضرة بالبيئة.
---
لقد كان التركيز هنا ليس فقط على عرض نقاط النظر المختلفة ولكن أيضاً تقديم رؤية شاملة توضح كيفية إدارة عملية التغيير بطريقة تعطي الأولوية للأثر الاجتماعي والاقتصادي والإيجابي بيئياً.