في حال وفاة الأب تاركًا خلفه عقارات بمبلغ كبير، وقد كتب وصية تُخصص جزءًا منها لتشييد مشاريع خيرية كمسجد ومشروع للمياه، ولكن الورثة رفضوا تنفيذ تلك الوصية رغم أنها صادقة وملتزمة بشروطها القانونية، ولديك زوجة وارثة ترغب بالحجّ، إليك الإرشادات الشرعية فيما يتعلق بهذا الوضع:
وفقًا للشريعة الإسلامية، لدى الورثة واجبات تجاه أملاك موروثاتهم. عقب تجهيز وتكفين المتوفي، يجب دفع ديونه وصرف حقوق المشروع كما جاء في القرآن الكريم "من بعد وصية توصى بها أو دين" [الأحزاب:7]. وينطبق حكم التنفيذ الكامل لهذه التعليمات حتى لو لم تكن مدونة رسمياً عبر وثائق قانونية أو شهدتها مجموعة من الشهود التقليديين. ومعرفة الشخص بوجود هذه التعليمات يعد شرطا أساسيا لإلزاميتها.
ويقع فرض طاعة تعليماته قبل الحصول على حصتهم الشخصية؛ فالديون تعطى الأولوية فوق أي هدية أخرى بما فيها هدايا الأحياء المخصصة بثلثي ممتلكات الفاني. وفي حالة عدم الامتثال لقراره الأخير سيكون هناك خطيئة تحمل المسؤولية بشكل فردي لمن يخالف الأمر حيث يقول الكتاب المقدس:"ومن بدل ذلك بعد سماعه فأثمـه فقط علي الذين تبدلهم إنه سمع عليم بصير". (آل عمران:91)، وفق تفسير الشوكاني.
أما الجزء الخاص بكيفية استخدام الزوجة للأموال المستلمة: فهي مطالبة باستعادة الأموال المستحقة شرعا والتي تم أخذها بطريقة غير صحيحة أثناء عملية التصرف بالمรง. ويتضمن تحديد حجم الأموال المحتلة حساب نسبة الملك الخاصة بها بالإضافة إلى مساهماتها الأخرى ضمن وصية الأصل. وسيكون القرار النهائي حول إدارة العقارات بنسبة مناسبة بناءً على رؤية مشتركة بين كافة أفرادالعائلة بما فيه الأقارب الأصغر سنّا والأقل قدرةعلى الدفاععن حقوق الإنسان. ولهؤلاء حق طلب المساعدة المناسبة للتأكّد ممن هم مستحقين فعليا لاستلام حقوقهم بموجبالقانون المدني والقانون التجاري الطبيعي أيضا!
ومن المهم أيضًا مراعاته عند القيام برحلات مثل الحج والعمرة وغيرها من الرحلات الروحية: ضرورة ترتيب شئون الحياة اليومية والسلوكيات اليومية قبل مغادرة البلاد. فهناك حاجة ملحة لغفران الذنوب الظاهرة والمعروفة ودفع الضرائب واسترجاع الأشياء القيمة وتعويض الناس عن إيذاء الآخرين وضمان مخزون غذائي مناسب للعائلة خلال فترة سفر الفرد لمدة طويلة خارج البلد...الخ حيث تشدد النصوص الدينية على أهمية التفكير بعناية بشأن العملية التدريبية المكلفة لأداء الشعائر نظراً لاحتمالية تعرض النفس لمحن ونكسات مختلفة أثناء المسيرة الطويلة نحو بيت الله الحرام. ولذلك فإن مسؤوليات المرء الاجتماعية والفردية ستكون لها تأثير عميق على سعيه لتحقيق هدف نبيل كهذا.
ختاماً، يجب التأكيد أنه ليست هنالك مانع شرعي أمام قبول دعوة الحج والاستجابة لرغبتك الشخصية بالسفر الطويل وإن كنت تعلم تمام العلم وحقيقة بأنه قد حدث تعدٍ على ملك شخص آخر سابقاً -وهنا يكمن الخطأ الأكبر-. إذ لا سبيل للإفلات من الآثارالسلبية لهذا العمل الاستباحي مادامت لديك الفرصة المثلى لاتخاذ إجراء تصحيحي فور اكتشاف سوء الاستخدام السابق لنصف رأس مالك السنوي المنقول لك بواسطة أحد أقربائك المباشرين بحسب دستور الدولة الاسلامي العام .