في الإسلام، يُعتبر أكل الفطر، المعروف أيضًا باسم "عيش الغراب" أو "المشروم"، جائزًا بشرط أن يكون النوع المأكول صالحًا للأكل ولا يسبب ضررًا. هذا النوع من الفطر يعتبر من الكائنات الحية الدقيقة ذات الجراثيم البازيدية ذات الأهمية الاقتصادية، حيث يتكون من خيوط غزيرة متفرعة تشكل أجسام ثمرية يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
تختلف أنواع الفطر اختلافا كبيرا من حيث صلاحيتها للأكل، فبعضها سام قاتل، وبعضها يسبب القيء أو الإغماء، بينما البعض الآخر مفيد وصالح للأكل. من الأنواع السامة: "فطر قلنسوة الموت"، "عيش الغراب الذبابة"، و"عيش الغراب المتوهج"، وغيرها الكثير.
أما الأنواع المفيدة من الفطر، فتتمتع بفوائد صحية وطبية عديدة. فهو يستخدم كعلاج فعال للأنيميا الحادة بسبب احتوائه على نسبة عالية من البروتينات والفيتامينات. كما أنه لا يحتوي على أي نسبة من الكوليسترول، ولا يحتوي على دهون مثل اللحوم. بالإضافة إلى ذلك، فهو مكمل غذائي عام للجسم، منتج نباتي لا يحتوي على أي كيماويات أو مبيدات. يحتوي الفطر أيضًا على نسبة بروتين مرتفعة تعادل نسبتها في اللحوم، ويحمي الجسم من التهابات الجلد والأغشية المخاطية والأمعاء بسبب احتوائه على مجموعة فيتامينات بي.
في دراسة حديثة، تبين أن تناول الأطعمة الغنية بالنحاس، مثل فطر عيش الغراب، يساعد على استعادة أداء القلب الطبيعي في حالات الإصابة بتضخم القلب. رغم أن الفطر يعد مصدرًا جيدًا للبروتين والفيتامينات والأملاح، إلا أنه فقير في المواد الكربوهيدراتية مقارنة بالأنواع النباتية الأخرى مثل الحبوب والبطاطا والتفاح.
بناءً على هذه المعلومات، فإن الأصل في الأطعمة والأشربة هو الإباحة إلا ما ثبت النص بتحريمه، مثل الميتة والدم والخمر والخنزير وما فيه ضرر. لذلك، لا حرج في تناول أنواع "عيش الغراب" الصحية المفيدة، شأنها في ذلك شأن كل مباح أكله. أما الأنواع السامة أو الضارة، فلا يجوز تناولها؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ".
إذا كان مدار الأمر على النفع والضرر في مثل هذا الطعام، فلا ينبغي الإقدام على تناول شيء منه إلا بعد تبين نوعه والتأكد من سلامته من الضرر وصلاحيته للتناول الآدمي. وفقًا للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، لا يجوز للإنسان أن يتناول شيئاً مضراً في بدنه؛ لأن الشريعة جاءت لحماية الأبدان.
في الختام، يمكن القول إن أكل الفطر (عيش الغراب) جائز في الشريعة الإسلامية بشرط أن يكون النوع المأكول صالحًا للأكل ولا يسبب ضررًا.