تعد البحار والمحيطات مساحة شاسعة تمتد لأكثر من ثلاثة أرباع سطح الأرض، وهي موطن لمجموعة مذهلة ومتنوعة ومترابطة بشكل معقد من الكائنات الحية والحياة النباتية التي تشكل ما يعرف بـ "النظام البيئي البحري". يضم هذا النظام مجموعة واسعة من الأنواع، بدءًا من أصغر الحيوانات الدقيقة وحتى أكبر الفقاريات مثل الحيتان والدلافين. تعتبر هذه البيئة ساحرة للعلماء والأبحاث بسبب الغموض الذي تحمله وتأثيرها الكبير على حياة الإنسان.
مع ذلك، فإن النشاط الإنساني يشكل تهديدًا خطيرًا لهذه البيئة الفريدة. يتضمن هذا التهديد مصادر مختلفة بما فيها الصيد غير المستدام، تلوث المياه بالمواد البلاستيكية والنفايات الأخرى، تعديل المناخ العالمي وما ينتج عنه من ارتفاع درجات حرارة مياه البحر والتغيرات في الأحوال الجوية. كل هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى اختلال توازن النظام البيئي البحري وبالتالي التأثير سلباً على مستقبل العديد من أنواع الحياة البحرية وأنماط الطقس العالمية.
من الهام أن ندرك تأثيرنا على البيئة البحرية ونعمل بنشاط نحو الاستدامة والمحافظة عليها. يمكن للأفراد المساعدة عبر تقليل استخدام المنتجات البلاستيكية القابلة للاستعمال مرة واحدة، دعم السياسات الحكومية التي تدعم صون الثروات الطبيعية البحرية، ودعم البحث العلمي الذي يهدف لفهم أفضل لكيفية عمل هذه الأنظمة المعقدة وكيف يمكننا التعايش معها بطريقة صحية وصحيحة بيئياً.
في النهاية، يجب علينا جميعا أن نتذكر بأن سلامة وحماية بيئاتنا البحرية ليست فقط مسؤولية الدول والشركات، ولكن هي أيضا واجباً فرديا لكل واحد منّا. إن العالم تحت الأمواج يحتاج إلى صوت يدافع عنه ويتعرف عليه ويحترمه.