- صاحب المنشور: حنان الصالحي
ملخص النقاش:مع تزايد الضغوط العالمية لتحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية، يبرز قطاع الطاقة المتجددة كحل مستقبلي واعد. وفي منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بشمس قوية طوال العام تقريباً، فإن الاعتماد على الطاقة الشمسية يعتبر فرصة كبيرة للتخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز الأمن الطاقي. ولكن هذا التحول نحو الطاقة الشمسية ليس خاليا من التحديات.
التحديات الرئيسية
- تكلفة البنية الأساسية: إن بناء مرافق كبيرة للطاقة الشمسية يتطلب استثمارات ضخمة في البنية الأساسية مثل محطات توليد الكهرباء والشبكات والنقل. هذه التكاليف الأولية مرتفعة وقد تشكل عائقا أمام الدول ذات الاقتصادات الأقل نموا.
- تقلب الإنتاج: تعتمد إنتاجية الخلايا الشمسية على ظروف الجو اليومية، مما قد يؤدي إلى التقلبات في توفر الطاقة. هذا يمكن معالجته عبر استخدام تكنولوجيا تخزين الطاقة أو دمجها مع مصادر أخرى للطاقة أكثر ثباتا.
- الحاجة إلى التعليم والتدريب: الانتقال إلى اقتصاد قائم على الطاقة الشمسية يتطلب مهارات جديدة لدى القوى العاملة المحلية. لذلك هناك حاجة ملحة لتوفير برامج تدريبية وإعادة تأهيل للموظفين الحاليين والمقبلين.
- تحديات المواقع: رغم كون المنطقة مشمسة نسبياً، إلا أنها تواجه أيضا تحديات فيما يتعلق بالموقع الأمثل لبناء محطات الطاقة الشمسية. الطبيعة الصحراوية والجغرافية الخاصة لكل دولة تؤثر بشكل كبير على موقع وملاءمة المشاريع.
الأفق الواعد
على الرغم من التحديات، فإن الفوائد المحتملة للاعتياد على الطاقة الشمسية هائلة:
- خفض انبعاثات الغازات الدفيئة: يعد تقليل الانبعاثات أحد أهم الأهداف العالمية حاليًا. باستخدام الطاقة الشمسية، يمكن للدول في الشرق الأوسط المساهمة بشكل كبير في الحد من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
- زيادة الأمن الطاقي: بتأمين مصدر طاقة داخلي وغير متوقف مثل شمسنا، يمكن لهذه البلدان أن تحقق استقلاليتها الطاقية وتقضي على اعتمادها على واردات الوقود الأحفوري.
- إمكانية خلق فرص العمل: كما ذكر سابقا، سيحتاج تطوير الصناعة الشمسية إلى عمالة ماهرة. وهذا يعني القدرة على خلق وظائف جديدة وجذب الشركات الدولية للاستثمار في مجال البحث والتطوير.
- تحسين جودة الحياة: بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، ستكون نسبة عالية من سكان العالم يعيشون تحت مستوى حرارة غير قابل للحياة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة ضد تغير المناخ. مع تحول أكبر نحو الطاقة الشمسية، سنتمكن من تقديم حل طويل المدى لهذا التحدي.
إن المستقبل يتطلب عمل جماعي وجهود مشتركة بين الحكومات والشركات والأفراد لتنفيذ سياسات داعمة لهذه المبادرات. بالتزام مستمر وبنفس مبادر، يمكن لدول الشرق الأوسط تحقيق تقدم سريع في رحلتها لاستخدام الطاقة الشمسية بكفاءة وأمان.