- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:يشكل تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة العملية والمسؤوليات الأسرية والتزامات الصحة النفسية والجسدية أحد أكبر التحديات التي يواجهها الأفراد في العصر الحديث. مع زيادة الضغوط الاقتصادية وتغير الأولويات الاجتماعية، أصبح الحفاظ على هذا التوازن أمراً بالغ الأهمية لصحة الفرد العامة وسعادته. يُعدّ الوعي بأثر عدم الاستقرار النفسي وعدم الراحة الجسدي نتيجة الإفراط في العمل أو تجاهل الاحتياجات الشخصية خطوة حاسمة نحو فهم أهمية هذه القضية.
على الرغم من الاعتراف المتزايد لأصحاب الأعمال والقادة بتأثير الصحة العقلية والجسدية للموظفين على إنتاجيتهم وجودتهم المهنية، إلا أنه لا تزال هناك عقبات أمام اعتماد سياسات دعم توازن أفضل بينهما. تتضمن بعض الصعوبات الصريحة والتي تحتاج إلى حلول جذرية غياب شبكات الدعم الاجتماعي داخل مكان العمل، حيث قد يشعر البعض بعدم القدرة على طلب المساعدة خوفاً مما يمكن اعتباره "ضعف"، بالإضافة إلى الضغط الثقافي لتقديم أداء متفوق دائمًا بغض النظر عن تأثيره السلبي المحتمل عليهم شخصيًا وعائليًا.
اقتراحات لتحقيق توازن أفضل
- تعزيز ثقافة الشفافية واحترام حدود الوقت الشخصي: تشجيع التواصل المفتوح حول حاجز الوقت الفاصل بين العمل والحياة الخاصة؛ سواء كان يتعلق بموعد مغادرة المكتب يومياً، أو ساعات عمل ثابتة خلال أيام الأسبوع والعطلات الرسمية.
- تشجيع نشاطات تعزيز المهارات الذاتية خارج نطاق الوظيفة: توفير فرص للمشاركة المجتمعية وممارسة الرياضة لما لها من فوائد صحية وأثر تحفيزي للأداء أثناء العمل.
- تنفيذ سياسات مرونة زمنية مناسبة: كعمل جزئي من المنزل، أوقات عمل مرنة حسب احتياجات كل موظف.
إن إدراك مدى ضرورة الوصول لهذا التوازن ليس مجرد مسألة أخلاقية وإنما أيضاً استراتيجية فعالة لنجاح المؤسسات وتعزيز الروح المعنوية للعاملين بها. بالتالي، بات إنشاء بيئة عمل داعمة للنمو الشخصي والمشاركة المجتمعية أكثر فأكثر جزءاً أساسياً من أي سياسة مستدامة لإدارة موارد بشرية ناجحة.