في الدعوة إلى الإسلام، يشكل الإعلان بكلمة "لا إله إلا الله" ونبوة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أساساً رئيسياً. هذه الكلمات ليست مجرد عبارات ببساطة؛ إنها مفتاح دخول الإنسان إلى الدين الحنيف. يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إن الشهادتين هما أساس الإسلام، حيث لا يمكن لأحد أن يتمكن من اعتناق الدين بدونها. هناك أشهر الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "(أمرت أن أقوم بالقتال حتى تشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله...)".
وفي تعزيز أهمية الشهادتين في القرآن الكريم، فقد وردتا بشكل فردي ولكن ليس مجمعتين بصيغة واحدة. مثلاً، أكدت آيات مثل سورة محمد (19) وجود لا إله إلا الله بينما تؤكد سورة الأحقاف (29) على رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك، فإن الأدلة الأكثر مباشرة تأتي من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه.
كما ذكرنا بالسابق، غالبًا ما يعرض المسلمون هذه العقيدة الثنائية عندما يدعون غير المؤمنين إلى الإسلام. فالقبول بهذا الاعتقاد هو الخطوة الأولى نحو قبول مسؤوليات أخرى ضمن نظام الحياة الإسلامية.
بالتالي، عندما تدعو شخصًا جديدًا للمساعدة في فهم واحتضان عقائد الإسلام، يجب التركيز أولاً على توحيد الوجود ("لا إله إلا الله") وتأكيد دور النبي محمد صلى الله عليه وسلم كرسول خاص من قبل الرب. هذا الأمر واضح ومباشر ويعكس جوهر دعوة الإسلام للعالم أجمع باعتباره طريق الحق والخير لكل البشرية.