سنة 1990 عند وصولي إلى أمريكا قامت الحكومة الأمريكية بدفع إيجار البيت والكهرباء والماء لمدة ستة أشهر.
بعدها يجب أن اتكفل أنا بالفواتير .
في أحد الأشهر تأخرت عن دفع فاتورة الكهرباء البالغة 400 دولار.. فقامت الشركة بقطع الكهرباء عن البيت ...
نحن أخذنا الأمور ببساطة لأنه متعودين
بالعراق على قطع الكهرباء ... رحت اشتريت شموع للبيت ... وجلسنا أنا وأطفالي أحكي لهم قصص مأساتنا بالعراق ..
بعد ساعات تجمع جيراني الأمريكان !!! ... وسألوني لماذا لا توجد عندكم كهرباء؟؟!
جاوبت الأسبوع القادم استلم الشيك من العمل وادفع الفاتورة .. قالوا وهل تبقى هذا الأسبوع مع
أطفالك بدون كهرباء ؟؟!
أجبت نعم أنا خلصت عمري بجبهات القتال وأهلي في بغداد كذلك ماكو كهرباء (مسألة جداً طبيعية)
فذهبوا جيراني الأمريكان واشتروا مولد صغير لنا ... ثم اتصلوا بقنوات فضائية جاءت لمقابلتي وأصبحت قضية رأي عام عائلة بدون كهرباء !!!
الشركة اعتذرت مني وأعطتني سنة كاملة
كهرباء مجاناً مع هدية ألف دولار كاش ... فاخبرتهم أنا مشتري لحم ودجاج بالثلاجة ورميته بالزبالة لان طفت الكهرباء فاعطوني بطاقة للتسوق 1500 دولار .... وقالولي بس اكفينا شرك لأنه انفضحنا أمام الشعب وسمعة الشركة أصبحت سيئة.
بالعراق شعب بأكمله (أطفال وكبار سن) لا توجد عنده كهرباء ..
مستشفيات بدون كهرباء .. ويخرج الوزير بكل صلافة يضحك على الشعب ويقول سنوزع الأحمال ... ولا يوجد من يحاسبة أو يلقيه بالسجن !.
كاتب المنشور هو لاعب التنس العراقي الكابتن جاسم الطاهر الذي يعيش في المهجر بالولايات المتحدة الأمريكية ويعمل مدرباً للتنس في أحد نواديها