لقد طلب منك شخص مساعدة في إتمام إجراء معاملتك في دائرة حكومية، وعند نجاح العملية، عبرت عن امتنانك قائلاً: "لقد يسرتها". هذا التصريح ليس بالضرورة شركاً إذا كان ضمن الحدود الشرعية.
الحمد لله! أولاً، يُعتبر تقديم المساعدة للأخ المسلم جزءاً أساسياً من القيم الإسلامية الجميلة. عندما يساعد المرء الآخرين بنية طيبة لمجرد رضا الله، فهو يستحق الثناء والثواب الكبير. ولكن يجب أن نتذكر دائماً أن جميع الكون تحت سيطرة الله تعالى، وأن مقاليد الأمور متروكة لديه وحده.
وفقاً للسنة النبوية الشريفة، كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مسلم (2699)، والذي يشجعنا على رفع بعضنا البعض من المصائب والمعاناة، حيث يعد ذلك طريقاً نحو تخفيف مصائب يوم القيامة. وكذلك الحديث الذي رواه الإمام البخاري (3038) والبخاري نفسه (1733)، بالإضافة إلى أحاديث أخرى تؤكد أهمية التيسير وعدم التعسير أثناء تعاملاتنا الإنسانية.
إذن، يمكن نسب التيسير والقضاء للحوادث إلى الأفراد الذين كانوا أدوات لتيسير تلك الأمور بناءً على توفيق الله ورعايته؛ لأن القدر النهائي مرتبط بالله عز وجل. وهذا يعني أنه بينما قد يكون هناك أشخاص يعملون بجد ويقدمون جهدهم لإتمام الأمر، إلا أنها بالفعل هي مشيئة الله التي تعمل خلف الكواليس.
ومع ذلك، تجنب وصف السبب بأنه السبب الوحيد للتحقيق بدون ذكر دور الله فيها -وهذا سيكون اشتراكًا بحسب التفسيرات الشرعية-. لذا، حينما نشعر بالتقدير تجاه شخص لمسنا تأثيره بشكل واضح، فلنحافظ على توازن الاعتراف بدور الإنسان وبفضل الخالق الأعظم.
ختاماً، يعرض الإسلام نهجاً متوازناً يحترم البشر ويقدر فضلهم ولكنه أيضاً يؤكد سلطان ووحدانية الخالق العزيز الرحيم اللذين هما المصدر الحق لكل خير ونعم.