• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور التكنولوجيا بوتيرة غير مسبوقة، يواجه العالم تحولات عميقة في سوق العمل. هذه التحولات تجلب العديد من الفرص لمهن جديدة لم تكن موجودة قبل عقد واحد فقط مثل مصممي الذكاء الاصطناعي، مهندسي البرمجيات الضخمة، ومحللي البيانات الكبيرة. ولكنها أيضا تشكل تحديا هائلا لبعض الوظائف التقليدية التي يمكن استبدالها بأتمتة الروبوتات أو خوارزميات الكمبيوتر.

هذا ليس مجرد تغيير في التركيبة المهنية للسوق؛ إنه يؤثر على الاقتصاد العالمي بأكمله. الشركات تتكيف مع هذا الواقع الجديد من خلال إعادة تنظيم عملياتها وبلورة إستراتيجياتها لتناسب العصر الرقمي. وهذا يعني أيضاً زيادة الطلب على التدريب والتأهيل المستمر للعاملين لتحقيق "الوظيفة مدى الحياة"، حيث يتوقع أن يتعلم الأفراد ويadapt باستمرار للبقاء مواكبين للتغيرات المتسارعة في مجالاتهم الخاصة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تأثير التكنولوجيا على العمل ينعكس أيضا في مجال المساواة بين الجنسين والأجور. هناك بعض الدلائل التي تفيد بأن النساء أكثر عرضة لانقطاعهن عن القوى العاملة بسبب الفجوة الرقمية وعدم الوصول إلى التعليم والتدريب المناسب في المجالات ذات الصلة بالتكنولوجيا الحديثة. بينما الرجال غالبًا ما يتمتعون بميزة أكبر في الحصول على فرص العمل المرتبطة بالإلكترونيات والبرمجيات وغيرها من التخصصات الجديدة الناشئة.

ومن ناحية أخرى، حتى لو كانت بعض الأعمال روتينية ويمكن أتمتها بكفاءة عالية بواسطة الأنظمة الآلية، إلا أنها لن تستطيع التعويض تماماً عن الجانب الإنساني للأعمال الأخرى -العواطف والإبداع والحكمة البشرية-. هنا يكمن دور الإنسان كعنصر فريد لا يمكن الاستغناء عنه في كثير من المصالح التجارية والصناعات الإبداعية والفكرية.

في النهاية، يبدو واضحا أن الترابط بين التكنولوجيا والعمل أصبح ديناميكية متغيرة دائما ولن تهدأ قريبا. فالابتكار التكنولوجي سيؤدي إلى ظهور وظائف جديدة كل يوم تقريبا، وفي الوقت نفسه ستختفي وظائف أخرى تحت وطأة الثورات الصناعية الجديدة. لذلك يبقى الحفاظ على مرونة التعليم والمعرفة جانب أساسيا لبقائنا جميعا تنافسيين وبفاعلين داخل سوق عمل عالم متحول دائمًا ومتغير بتواتر ملحوظ!