يجوز شرعاً للزوج أن يقوم شخصياً بدفن زوجته المتوفاة، مع مراعاة شرط مهم وهو أنه يجب ألّا كان هناك علاقة زوجية بينهما خلال تلك الليلة التي توفيت فيها الزوجة. هذا الأمر مباح ومستحب حتى بالنسبة لدفن نساء أخريات، وفق توجيه النبي محمد ﷺ نفسه.
وردت حادثة أثبتتها السنة النبوية الشريفة حيث طلب النبي ﷺ برهة زمنية لتحديد رجلٍ لم يقترب من امرأة في نفس يوم وفاة ابنة أحد الصحابة. عندئذ أمر أبو طلحة -رضي الله عنه- الذي أكد عدم قربانه لزوجته بذلك اليوم بتولي عملية الدفن. وهذا الحديث يؤكد جواز مشاركة الزوج في مراسم الدفن بشكل عام وليس فقط للدفن الخاص بزوجته.
ومن الجدير بالذكر أنه ليس هنالك أي تسجيل تاريخي عن قيام الرسول ﷺ بمباشرة دفن واحدة من زوجاته أثناء حياته. ومع ذلك، فقد نقل لنا التاريخ حديث لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تشير فيه إلى أنها كانت تتمنى لو ماتت قبله ليستطيع أداء واجبات الغسل والكفن والصلاة والدفن عليها. مما يعكس مدى تقبل الإسلام لهذه الفكرة وتشجيعها ضمن الحدود المشروعة.
وفي استنتاج نهائي، فإن مسألة دفن الزوجات من قبل أزواجهن تعتبر موضع توافق واسع بين العلماء دون وجود خلاف ملحوظ، وذلك بناءً على الأدلة المقدمة والتي تأتي مطابقة لقيم الرحمة الإنسانية والتكاتف الاجتماعي داخل المجتمع المسلم.