- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي الذي يوصف غالبا بأنه "العصر الرقمي"، أصبحت التقنيات جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. بدءًا من التواصل الاجتماعي وحتى العمل الافتراضي, أثرت هذه الأجهزة الذكية والتطبيقات الحديثة تأثيرا عميقا على كل جوانب الحياة البشرية, بما في ذلك الجانب النفسي والصحة العقلية.
من جهة, حققت التكنولوجيا تقدما ملحوظا في مجال الطب النفسي وتوفير الدعم عبر الإنترنت للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية. تتيح المنصات الرقمية الوصول إلى الخدمات الاستشارية والاستشارات الطبية دون الحاجة للذهاب إلى عيادة فعلية, مما يجعل العلاج أكثر سهولة وكفاءة خاصة للمقيمين في المناطق النائية أو الذين لديهم قيود جسدية تحول دون زيارة الطبيب شخصيا.
التحديات
لكنها من جهة أخرى قد تشكل محفزا للتوترات والمشاعر السلبية بسبب إدمان وسائل الإعلام الاجتماعية وإساءة استخدام التكنولوجيا، وفقاً لما أفاد به العديد من الدراسات العلمية الحديثة. يمكن أن يؤدي القلق بشأن عدد الإعجابات والتعليقات وبحرّان الفجوة بين الواقع والمظهر الظاهري عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى زيادة مستويات الاكتئاب واضطراب القلق العام.
الأفــــاق المستقبــــــــلية
مع الأخذ بعين الاعتبار لهذه التأثيرات المزدوجة، هناك حاجة متنامية لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي مصممة خصيصا لدعم الصحة العقلية والأخلاق الإلكترونية. مثلا، يمكن تطوير خوارزميات قادرة على الكشف المبكر عن علامات الضغط النفسي لدى المستخدمين وتقديم اقتراحات للاسترخاء والحماية الذاتية. بالإضافة لذلك، ينبغي إنشاء سياسات تنظيمية تضبط محتوى وممارسات شركات التكنولوجيا لتحقيق توازن أفضل بين فوائد واستخداماته الضارة بالتكنولوجيا.
وفي النهاية، بينما تستمر مسيرة التطور التكنولوجي بهذا الزخم المتسارع، سيكون الأمر ضرورياً تكثيف الجهود البحثية والفكرية المشتركة بين علماء النفس وعاملين تكنولوجيين لضمان استغلال إمكاناتها بطريقة صحية وآمنة لمصلحة المجتمع البشري ككل.