حقائق وتاريخ: اختراع الطباعة وكيف غير العالم

يعدّ تاريخ اختراع الطباعة واحداً من أهم المحطات التي صنعت تطور البشرية. يعود الفضل فيه غالباً إلى الألماني يوهانس جوتنبرج الذي طور آلة طباعة الحروف

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:

    يعدّ تاريخ اختراع الطباعة واحداً من أهم المحطات التي صنعت تطور البشرية. يعود الفضل فيه غالباً إلى الألماني يوهانس جوتنبرج الذي طور آلة طباعة الحروف المتحركة في القرن الخامس عشر. هذه الرحلة التاريخية لم تكن سهلة؛ فقد مرّت بمراحل عديدة من التطوير والابتكار حتى الوصول إلى الشكل الحديث للطباعة كما نعرفها اليوم.

قبل جوتنبرج

بدأت عملية "النسخ" قبل ظهور الطباعة الحديثة بكثير. كانت الكتب تُكتب يدوياً، وهو أمر مكلف وصعب للغاية بسبب الوقت والجهد الكبير اللازمين لذلك. هذا جعل المعلومات محدودة الانتشار وباهظة الثمن بالنسبة للأغلبية العظمى من الناس. بدأ البشر يسعون نحو طريقة أكثر كفاءة لنقل المعرفة وتوزيعها.

جوتنبرج ومبدأ الطباعة المتحركة

في حوالي العام 1439 أو 1440، بدأ جوتنبرج تجاربه الأولى مع الآلات القادرة على إنتاج صفحات متكررة. كان هدفه الأساسي هو تطوير نظام يمكنه إعادة استخدام الأحرف المطبوعة عدة مرات لإنتاج نسخ متعددة من نفس الصفحة. هذه فكرة جديدة تماماً في ذلك الوقت. لقد اخترع نوعًا جديدًا من الخطوط المعدنية -الجوهري- والتي تتميز بالحفر الخلفي مما يسمح لها بالإلتقاء بسلاسة عند وضعها جنباً إلى جنب أثناء الطباعة.

تأثيرات واسعة المدى

كان التأثير الاجتماعي والثقافي لهذا الاختراع كبيرًا بلا حدود. أعادت الطباعة تعريف كيفية تبادل الأفكار والمعرفة. حيث أصبح بإمكان عدد أكبر بكثير من الأشخاص الوصول إليها الآن. أدت زيادة الإنتاجية الناجمة عن الطباعة إلى انخفاض تكلفة الكتب بشكل ملحوظ، مما زاد من انتشار التعليم والقراءة بين عامة السكان. بالإضافة إلى أنها لعبت دورًا حاسمًا في نشر البروتستانتية خلال عصر النهضة الدينية الأوروبية.

ما بعد جوتنبرج

لم تتوقف الأمور عند جوتنبرج وحدوده الزمنية. استمر البحث والتطوير في تقنيات الطباعة عبر القرون التالية. ظهرت أنواع مختلفة من الطابعات مثل الحجر والميكانيكية وغيرها. وفي نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، شهدنا ولادة الطباعة الهيدروغرافية ثم التصوير الضوئي وأخيراً الطباعة الرقمية. كل مرحلة جديدة قدمت خيارات أفضل وأكثر دقة وكفاءة فيما يتعلق بالطباعة.

---

بالرغم مما حققه الاتجاه الحديث للمواد الرقمية، فإن الطباعة التقليدية ما زالت ذات قيمة كبيرة نظرًا لما توفره من جودة عالية وجودة بصريات فريدة يصعب تحقيقها بنفس الدرجة باستخدام الوسائل الإلكترونية. إنها ذكريات مهمة للتراث الثقافي والحضاري للإنسانية جمعاء.


Comments