- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدنا تطوراً هائلاً في استخدام التكنولوجيا من قبل الأطفال والمراهقين. بينما توفر هذه الأجهزة وسائل تواصل وموارد تعليمية جديدة، إلا أنها قد تحمل أيضاً مخاطر محتملة على صحتهم النفسية. هذا الموضوع يثير الكثير من القلق بين الآباء والمعلمين والمهنيين الصحيين.
زيادة التعرض للإجهاد العقلي:
التكنولوجيا اليوم قابلة للوصول على مدار الساعة، مما يمكن أن يؤدي إلى عدم الاسترخاء حتى خلال فترات الراحة أو النوم. التقاط الهاتف للتحقق من الإشعارات أو البريد الإلكتروني أو الرسائل الاجتماعية غالباً ما يحدث خارج ساعات العمل الرسمية. هذا النوع من الوصول المستمر يمكن أن يساهم في الشعور بالإرهاق العقلي والإرهاق العام، وهو حالة ترتبط بتزايد مستويات القلق والاكتئاب لدى الشباب.
تأثير سلبي على العلاقات الشخصية:
على الرغم من قدرتها على توسيع الدوائر الاجتماعية، فإن التكنولوجيا قد تؤدي أيضا إلى عزل الأشخاص عن بعضهم البعض. وفقاً لدراسات حديثة، يستبدل العديد من الأطفال والمراهقين الوقت الذي يقضونه مع العائلة والأصدقاء الحقيقيين بالوقت الذي يقضونه أمام الشاشات. هذا الانزواء الاجتماعي المتزايد مرتبط ارتباط وثيق بحالات الاكتئاب وانخفاض احترام الذات.
الضغوط المرتبطة بالمظهر الرقمي:
منصة التواصل الاجتماعي الخاصة بهم أصبحت مصدرا رئيسيا للمقارنة والتقييم الذاتي بالنسبة لكثير من الأطفال والشباب. رؤية الصور المثالية التي يتم مشاركتها عبر الإنترنت يمكن أن تخلق شعورا بعدم الكفاءة وتحطيم الثقة بالنفس. بالإضافة لذلك، هناك ضغط متزايد لتحقيق "الأرقام" عبر المنصات المختلفة مثل عدد المتابعين أوالإعجابات، والتي قد تتسبب في مشاعر الخوف من الفشل والخجل.
قضايا النوم:
ضوء الشاشة الصادر من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمول وغيرها من الأجهزة الإلكترونية يمكن أن يعوق إنتاج الجسم لميلاتونين - وهو هرمون يساعد في التحكم في دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية للجسم. نتيجة لهذا، كثير من الأطفال والمراهقين يعانون من اضطراب النوم واضطرابات نفسية أخرى ترتبط بنقص الجودة والنوم غير المنتظم.
الطريقة الأمثل للتأقلم:
بالرغم من كل التحديات المحتملة، يمكن إدارة التأثيرات السلبية للتكنولوجيا بطريقة فعالة. يتضمن ذلك وضع حدود واضحة لاستخدام التكنولوجيا، تشجع الطفل على التفاعل الشخصي وتوفر له الفرصة للاسترخاء بعيدا عن شاشة الكمبيوتر. علاوة على ذلك، يُعتبر التعليم حول كيفية التعامل مع التكنولوجيا بصورة بناءة أمرًا حيويًا لتثقيف الشباب بشأن المخاطر والفوائد المشتركة لهذه الأدوات.
مع الأخذ بالأسباب اللازمة، يمكن للاستفادة من التكنولوجيا بأن تكون تجربة مفيدة وغنية لكلٍّ من الأطفال والمراهقين.