- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
مع تزايد الاعتماد على التقنيات الحديثة والتحول إلى الاقتصاد الرقمي العالمي، يواجه العالم الإسلامي فرصة فريدة لإعادة تعريف نفسه في هذا السوق المتنامي. يتطلب التحول نحو الاقتصاد الرقمي فهمًا عميقًا للتحديات التي يمكن مواجهتها وكيف يمكن للقطاع المالي الإسلامي الاستفادة منه. فيما يلي نظرة شاملة حول هذه التحديات والتوقعات المحتملة.
التحديات الرئيسية:
1. الابتكار والمواءمة مع الشريعة الإسلامية:
إحدى أكبر العقبات هي الحفاظ على توافق المنتجات المالية الإلكترونية مع أحكام الشريعة الإسلامية. تتطلب البرامج والتقنيات الجديدة دراسة مستفيضة لتحديد مدى مطابقتها للشريعة، مما قد يؤدي إلى بطء عملية الإطلاق مقارنة بالمنظمات غير المرتبطة بالشريعة مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ملحة لتنمية الكفاءات اللازمة لفهم وفهم تطورات الصناعة الناشئة هذه ضمن نطاق المعايير الشرعية.
2. الأمن السيبراني والحماية الشخصية:
في عالم الإنترنت، يأتي الأمان كأولوية قصوى. يحمل المجتمع المسلم مخاوف خاصة بشأن حماية البيانات والأمور الخاصة، حيث تسعى المؤسسات الإسلامية جاهدة لحفظ خصوصية الأفراد وضمان سلامتهم عبر الشبكة العنكبوتية الواسعة. يعد بناء الثقة واحترام القيم الأخلاقية جزءاً أساسياً من نجاح أي نظام اقتصادي رقمي متوافق مع الشريعة الإسلامية.
3. الوصول العادل والشمولية:
يشكل عدم وجود بنى تحتية تكنولوجية مناسبة وعوائق معرفية عقبات أمام شمول الجميع واستخدام الخدمات الرقمية بشكل فعال. وبينما تعمل الدول الغنية بتوفير خدمات أفضل لكافة المواطنين بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو وضعهم الاجتماعي، فإن العديد من البلدان الفقيرة تعاني من محدودية الفرص التعليمية والتكنولوجية الفعالة والتي تؤثر بالتالي على قدرتها على الانخراط بفعالية داخل النظام الرقمي الدولي. وهذا يشمل أيضاً قضايا مثل تمكين المرأة والشباب الذين هم عادة أقل تمثيلاً تقنياً ومالياً وقد يحتاجون لدعم خاص لتحقيق تكافؤ الفرص حقاً.
توقعات المستقبل:
بالرغم من هذه التحديات، تحمل آفاق الاقتصاد الإسلامي الرقمي آمالا كبيرة لأسباب عدة منها:
1 - توسيع قاعدة العملاء:
يمكن للنظام المصرفي الإسلامي أن يستوعب عملاء جدد ممن لم يكن لديهم خيارات ملائمة سابقاً بسبب وجود منتجات مالية تقليدية تخالف شروطهم الدينية والثقافية والمعيار الأخلاقي الخاص بهم. ولعلنا نشهد زيادة محسوسة في طلب الرعاية المالية المحافظة على مستوى عالٍ بين الشباب وغير المسلمين أيضا الراغبين في الاحتفاظ بأموالهم وفق ضوابط شرعية معينة ذات مصداقية عالية سواء في بلاد المنشأة الأصلية لها أو تلك المجاورة.
2 - تحسين الكفاءة التشغيلية:
يتيح النظام الرقمي تبسيط عمليات العمل بكفاءة أعلى وأسرع وأقل تكلفة نسبيّا مقارنة بالإجراءات اليدوية التقليدية القديمة المستخدمة حاليا لدى الكثيرين حتى الآن. ومن خلال الانتقال التدريجي نحو بيئات عمل رقمية أكثر تنظيما وقدرة علي إدارة المعلومات بسرعة ودقة فائقة ستحدث نقلة نوعيه ايجابيّة غير مسبوقة للمؤسسات المتوافقة دينيا وكذلك منافستها المعتمدة على الأساسيين التجاري العام اللذان غالبا ما يغفلansy الأولويات التعبدية عند تصنيع برمجاته وقواعد بياناته الداخلية والخارجية دون مراعاة تأثير احتمالات الاحتيال الاحتمالي عليهم وعلى الآخرين الآخرين المغتربين ذوي الهويات الثقافية المختلفة . وهذه إحدى طرق تحقيق العدالة الاجتماعية كما ينظر إليها وجه نظر اسلامية ترقى بتصور الدولة المدنية الحديثة العالمية كمجتمع آدم