الحمد لله، إذا كانت الأم المرضعة تخاف على صحة طفلها بسبب نقصان اللبن أو جفافه بسبب الصيام، فلا حرج عليها في الإفطار. هذا ما أكدته نصوص الشرع، حيث ورد في الحديث النبوي الشريف: "إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحامل والمرضع الصوم أو الصيام". ومع ذلك، فإن هناك اختلاف بين العلماء حول حكم الفدية في هذه الحالة.
ذهب بعض العلماء، مثل الحنفية وعطاء بن أبي رباح والحسن والضحاك والنخعي وسعيد بن جبير والزهري وربيعة والأوزاعي والثوري وأبو عبيد وأبو ثور، إلى أن الفدية ليست واجبة على المرضع، بل هي مستحبة. بينما ذهب آخرون، مثل المالكية والليث، إلى أن المرضع يجب عليها القضاء والفدية، لأنها يمكنها الاستعانة بغيرها لإرضاع طفلها.
في النهاية، إذا كانت الأم المرضعة تخاف على صحة طفلها بسبب الصيام، فلا حرج عليها في الإفطار. ومع ذلك، يجب عليها القضاء عن أيام رمضان التي أفطرتها بعد انتهاء الشهر الكريم. أما بالنسبة للفدية، فالأمر مختلف بين العلماء، ولكن الأفضل هو اتباع رأي جمهور العلماء الذين يرون أن الفدية ليست واجبة في هذه الحالة.