لكل شاب وشابة مخدوعين بأوهام الحبّ المحرم..
تقول إحداهنّ:
“كانت حياتي باردة وخاوية جدًا، من يراني يعتقد أنّي سعيدة لأنني أملك الدخل الجيد والمظهر الجميل بل ومن هنّ في عمري ومجتمعي وبلدي آنذاك ينافسن في لفتِ انتباه الرجال.
فكنتُ أحظى بمحبة الرجال وإعجابهم وأتخذ الأصدقاء وأتهاون في كثيرٍ من الأمور بعرض صوري وتبادل الأحاديث والكثير من الأشياء المحرمة على مدى سنين. حتى شعرت في ليلةٍ من الليالي بفراغ كبير وكنت أرى كوابيس مزعجة ومخيفة باستمرار وكان ذلك في شهر رمضان،
وذهبت إلى المسجد وصليت التراويح مع جيراننا لأول مرة، لقد كنت محافظة على الفروض ولكنها لم تنهني عن الفحشاء والمنكر لأني كنت أؤديها بلا روحٍ ولا شوق للقاءِ الله تعالى ولا أجد لذة في أي عبادة كما كنت أجدها في محادثة الشبان والأسواق والأفلام والأغاني?
تلك الليلة بعد فراغي من الصلاة أجهشت بالبكاء، وكأنني استيقظت من غفلة طويلة جدًا وكابوس خانق بل بشيء لا أعرف كيف أصفه، شيء أشبه بالموت!!
ألهذه الدرجة كنت بعيدة عن الله عز وجل وقلبي ميت؟ (مثل الذي يذكرُ ربّه والذي لا يذكر ربه مثلِ الحي والميت) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كنت في عداد الموتى وأنا على قيد الحياة، أنقر صلاتي نقرًا لأهرع إلى رغباتي وشهواتي، لا أفتح المصحف إلا في رمضان، ولا أعرف ربي وديني ولا أقرأ كلامه فتدمع عيني تأثرًا به وتدبرًا له وهمومي في الشعر والغزل واللباس والسينما!