- صاحب المنشور: شروق بن جلون
ملخص النقاش:
بعد تفشي وباء كوفيد-19 عالمياً، شهد قطاع التعليم تحولات كبيرة ومتعددة الأبعاد. هذه التحولات لم تكن مقتصرة على الطريقة التي يتم بها تقديم المحتوى الدراسي فحسب؛ بل امتدت لتشمل البنية الأساسية للإعدادات التعلمية وأساليب التدريس والتواصل بين المعلمين والطلاب والعائلات. يهدف هذا المقال إلى استكشاف أهم تلك التحولات وتأثيرها المستقبلي المحتمل مع التركيز على الجانبين الإيجابي والسالب لهذه التغييرات.
الجوانب الإيجابية للتحولات الرقمية في التعليم:
- زيادة الوصول: أدى الانتقال نحو التعلم عبر الإنترنت إلى توسيع نطاق الفرص أمام الطلاب الذين كانوا يعانون من قيود جغرافية أو مادية للحصول على تعليم عالي الجودة. يمكن الآن للطلاب الاستفادة من الدورات والبرامج التعليمية المتاحة عبر المنصات الإلكترونية بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
- التخصيص الشخصي: توفر البيئة الافتراضية فرصاً أفضل للتفاعل الفردي بين المعلمين والطلاب. تسمح تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي بتقييم تقدم كل طالب وتوفير خطط دراسية مخصصة بناءً على نقاط القوة والضعف الخاصة بهم مما يعزز عملية التعلم ويجعلها أكثر فعالية.
- الابتكار التكنولوجي: دفعت جائحة كوفيد-19 المؤسسات الأكاديمية لاستثمار المزيد في التقنيات الجديدة والديناميكية المستخدمة داخل الفصل الدراسي. ابتكرت العديد من المدارس وحدات تعليمية تفاعلية تدمج الواقع المعزز والواقع الافتراضي والتي يمكن أن تجذب انتباه الطلاب وتعزز فهمهم للمواد العلمية والمعرفية المختلفة.
- تنمية مهارات الحياة العملية: أصبح لدى الشباب اليوم خبرة أكبر بكثير فيما يتعلق بالتعامل مع الأدوات الرقمية ومواجهة تحديات العمل عن بعد وإدارة الوقت بشكل فعال وهي جميعها مهارات حيوية تتطلبها الوظائف الحديثة وذلك نتيجة لانتشار التعليم غير متزامن خلال فترة الحجر الصحي الناجمة عن الفيروس.
الجوانب السلبية للتحولات الرقمية في التعليم:
على الرغم من الفوائد الواضحة للتعليم الآني إلا أنه يجلب معه بعض المخاطر العميقة أيضًا:
- عزل المجتمع: قد يؤدي الاعتماد الكبير على وسائل الاتصال الالكتروني والمحتويات الموجودة عليها إلى عزلة طلاب المدارس الثانوية والشباب عموما ومن ثم انخفاض مشاركتها الاجتماعية خارج حدود العالم الافتراضي وهذا له تأثير سلبي كبير خاصة بالنسبة للأطفال الأصغر سنا الذين يستخدمون الشبكة العالمية لأول مرة بدون مراقبة مباشرة منهم وممن حولهم وهو أمر ضروري لبناء شبكات صحية اجتماعية مبكرة العمر .
2.تفاوت الفرص: بينما فتحت التطبيقات الرقمية الباب أمام الوصول العالمي للعلم لكنها أيضا زادت الفجوة بين الفقراء والأغنياء حيث يعاني العديد ممن هم محرومون ماليا وقدرتهم على الحصول على اتصال جيد بالإنترنت والحاسوب الخاص بشخص واحد وغير ذلك الكثير مما يعني إن فرصة تعلم هؤلاء محدود للغاية بالمقارنة بالمتميزين اقتصاديًا ولذا فإن مساوة الجميع هنا يشكل تحديا رئيسا أمام أي نظام تربوي حديث ليحققه بمستقبل الأمور كما هي عليه الان .
3.تأثيرات محتملة طويلة المدى"": هناك مخاطر ترتبط باستبدال العلاقات البشرية بالحوسبة اذ كانت هناك بالفعل دراسات تشير الي ارتباط استخدام الوسائط الرقمية بأمراض نفسيه وعاطفية عديدة عند الأطفال خصوصا لذا يعد البحث مستمر لحساب الكيفيه الامثل للاستعمال بطرق تحقق اكبر قدر ممكن منها وكذلك الحدّ من تأثيراته الضاره حال عدم القدرة علي تنظيماستخدامه .
بشكل عام ، رغم كون انتقال التعليم إلي المجالات الرقمية مُرضٍ بالنظر إلى الفترة القصيرة نسبيا منذ بداية كورونا فقد ظهرت مؤشرات تستوجب مراعاة توصيات واست