أحكام سفر المسلم: هل يُعتبر عاملُ التِجْرةِ مُسَافراً؟

فيما يتعلق بحالة العامل المسافر بين مدينتي الطائف ورابغ لمسافة تُقدر بنحو ٣٢۰٫۰ کيلومتراً، فإن هذا يعدّ مسافة سفر وفقاً للشريعة الإسلامية، مما يسمح لل

فيما يتعلق بحالة العامل المسافر بين مدينتي الطائف ورابغ لمسافة تُقدر بنحو ٣٢۰٫۰ کيلومتراً، فإن هذا يعدّ مسافة سفر وفقاً للشريعة الإسلامية، مما يسمح للمسافر بالتقليل من عدد ركعات الصلوات التي يؤديها خلال فترة وجوده خارج مسقط رأسه. وتشمل ترخيصات السفر أيضًا الجمع بين الصلوات وتناول طعام الفطور أثناء شهر رمضان المبارك، وذلك نظرًا لحكمه كمسافر.

لكن يجب التأكيد هنا على حالة الاستقرار والإقامة المطلقة للعامل في مدينة معينة بسبب عمله. فعند استمرار الشخص في مكان غير موطنه الأصلي لفترة طويلة دون قصد الرجوع، فإنه يصبح مواطنًا قانونيًا لهذا المكان الجديد ويتوجب عليه مراعاة الأحكام المتعلقة بالمقيمين حوله بما في ذلك أداء خمس الركعات لصلاة المغرب والعشاء بدلاً من الثلاث المعتادة للسفر. وبالتالي يعود الأمر لتحديد نوايا الفرد تجاه إقامته الجديدة؛ فإذا قرر البقاء بشكل مؤقت لمدة أقل من أربعة أيام فقط، بإمكانه حينها تطبيق أحكام السفر مرة أخرى سواء كان ذلك لعرض تجاري أم زيارت لأقارب ومعارف.

ومن الجدير ذكره حديث الإمام الشافعي حول طبيعة الرحلات القصيرة لمن لديهم روابط عائلية واجتماعية داخل مدن مختلفة حيث يقول "لو قدم البلد وهو لديه نسب إليه أو زوجة أو قريب وهكذا لم يقصد المكوث لأكثر من أربع أيام..قصر صلاته". وهذا يشابه مثال تصريح الشيخ ابن عثيمين بشأن فرد يعمل وينتقل بين منطقتَي القصيم والرياض لإدامة العلاقات الأسرية.

ختاماً، تنطبق أحكام السفر على العامل المتنقل بشرط عدم نيته للإقامة الكاملة والمستمرة بعيداً عن موطنه الأصلي.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات