- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في عصر الثورة الرقمية الذي نعيش فيه اليوم، أصبح للتكنولوجيا تأثير عميق ومباشر على جميع جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية. أحد أكثر المجالات تأثراً هو الديناميكية داخل الأسرة والترابط الأسري. هذه الدراسة ستستكشف بالتفصيل كيف أثرت التطورات التكنولوجية الحديثة -خاصة وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الذكية- على القيم الأسرية التقليدية مثل الاحترام بين أفراد العائلة، الالتزام الروحي المشترك، والوقت الجماعي لقضاء وقت ممتع معًا.
تعتبر الأسرة الخلية الأولى للمجتمع وهي تعد أساس بناء أي مجتمع متماسك ومترابط. كانت تقاليدها وقيمها عبر التاريخ تتوارث جيلاً بعد جيل. ولكن ظهور الإنترنت وانتشار الهواتف المحمولة الذكية وغيرها من الأدوات الإلكترونية قد أحدث تغييرات كبيرة في طريقة تعاملنا كأفراد ضمن نطاق الأسرة الواحدة.
يعاني الكثير من الناس الآن من مشكلة "الانحباس الرقمي" حيث يقضي معظم الوقت أمام الشاشات ويتفاعلون افتراضياً أكثر مما يتفاعلون فعلياً وجهاً لوجه مع عائلاتهم وأصدقائهم المقربين. هذا الوضع الجديد أدى إلى زيادة مستوى الضغوط النفسية والعزلة الشخصية وتراجع الشعور بالقيمة الذاتية لديهم خاصة لدى الأطفال والمراهقين الذين يميلون للتقليد والتأثر بأقرانهم بكثافة أكبر مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا.
بالإضافة لذلك فإن بعض المحتويات غير المناسبة التي يمكن الوصول إليها عبر الشبكة العنكبوتية بدون رقابة مناسبة تستطيع التأثير السلبي للغاية على الشخصيات الأخلاقية للأطفال والشباب والشابات تحديداً مما يؤدي إلي هدم الصرح الاسري المتعارف عليه منذ قرون عديدة . ومن هنا تبدو أهمية تثقيف المجتمع حول كيفية الاستخدام الآمن والسليم لتلك الوسائل الجديدة بالإضافة الي دور المؤسسات الدينية والإعلامي في نشر ثقافة القيم الأسرية الأصيلة وتعزيز ارتباط الأفراد بها وببعضهم البعض . إن الحفاظ علي تماسك البنية الاجتماعية قادرٌ بإذن الله من خلال توظيف العلم والمعرفة لإحداث تغيير ايجابي نحو الافضل وليس بالعكس.
هذه هي مجرد نظرة شاملة لما بات يعرف بالتغيير الرقمي وما يتبعه لناحية التاثيرات المختلفة سواءكانت ايجابيه ام سلبيه ، وعلى الرغم من وجود نوايا سعيده منها إلا أنها تحتاج لمراجعة مستمرة واتخاذ تدابير حازمّة للحفاظ عل مواطن الخير والقوة لدينا كمؤسسات اجتماعية واجتماعات دينيّة وعلم ذات اهتمام بهذا الشأن الرحب.