- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في عالمنا الحديث الذي يتسم بتطور تكنولوجي هائل، أصبح استخدام الأجهزة الإلكترونية والإنترنت جزءاً أساسياً من حياة اليوم. هذا التحول الرقمي لم يؤثر فقط على كيفية عملنا وعيشنا بل أيضاً على علاقاتنا الشخصية، خاصة تلك التي تربط بين الآباء وأبنائهم. هذه العلاقة الأساسية قد تعرضت لبعض الضغوط بسبب الانشغال المتزايد بأمور الإنترنت والتلفزيون وغيرها من وسائل الترفيه الرقمية.
**التأثيرات الإيجابية**:
- تعزيز التعليم وتوفير الوصول إلى المعلومات: توفر التكنولوجيا موارد تعليمية غنية ومتنوعة يمكن للأطفال الاستفادة منها خارج نطاق المناهج المدرسية التقليدية. بعض المواقع والمنصات عبر الإنترنت تقدم دروسًا ومواد دراسية تفاعلية وجذابة تساهم في تحسين فهم الطالب للمواضيع المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، فإن القدرة على البحث الفوري عن أي معلومات يجعل عملية التعلم أكثر سهولة وفعالية.
- تحسين التواصل وتعزيز الروابط الاجتماعية: رغم أنه يبدو أن التكنولوجيا قد أدت إلى عزلة اجتماعية لدى البعض، إلا أنها قدمت أيضًا فرص للتواصل البعيد المدى مع الأقارب والأصدقاء الذين يعيشون بعيدا. كما يمكن أن تساعد الأطفال على تطوير مهارات الاتصال الكتابية والإلكترونية مما يعد مهارة حيوية في القرن الحادي والعشرين.
- إمكانيات جديدة للترفيه والاستمتاع: الالعاب الفيديو القائمة على الواقع الافتراضي أو حتى الكتب الصوتية والمواقع التعليمية المسلية توفر فرصة كبيرة للعب والاسترخاء بطريقة تقرب الطفل من أبويه بينما يستمتعان معا بنفس التجربة الرقمية المشتركة.
**التأثيرات السلبية**:
- الاستخدام الزائد واستبدال الوقت الجسدي: إن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ضعف النظر والحساسية تجاه ضوء الشاشة والخمول البدني. وقد يحرم الأفراد من وقت اللعب والتفاعل الشخصي الحيوي لتكوين العلاقات الصحية وبناء المهارات الاجتماعية الأساسية.
- إمكانية الوصول إلى المحتوى غير المناسب: الإنترنت مليئة بالمحتويات المتاحة والتي ليست مناسبة لجميع الفئات العمرية. بدون توجيه مناسب من قبل الوالدين، يمكن للأطفال الوصول إلى مواد غير أخلاقية أو خطيرة قد تضر بهم نفسيا واجتماعيا.
- الإدمان والشعور بالوحدة: الاعتماد الكبير على التكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى إدمان رقمي حيث يصبح الجهاز ضرورة ملحة ويسبب الشعور بالعزلة الاجتماعيّة حتى عندما يجلس المستخدم بجوار أفراد آخرين. ويمكن لهذا الأمر أيضا أن ينعكس سلبيًا على الصحة النفسية لكل من الآباء والأطفال إذا استخدم كوسيلة هروب من المشاعر الصعبة بدلاً من التعامل معها مباشرة.
بالرغم من كل التأثيرات الموجودة هنا، تبقى هناك حاجة ماسة لإعادة توازن الحياة الرقمية داخل الأسرة. وذلك يتمثل بتحديد توقيت محدود للاستخدام يوميًا وضبط نوع المحتوى الذي يشاهده الأطفال وتقديم خيارات أخرى للتسلية كالأنشطة الخارجية والقراءة الورقية وما شابه ذلك لتجنب الآثار الضارة طويلة المدى والتي قد تؤثر بالسلب على سلامتكم جميعًا وعلى مستقبل أفراد مجتمعنا الواعد.