- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
### التنوع البيولوجي: أهميته واستدامته في العالم العربي
يلعب التنوع البيولوجي دوراً حيوياً في الحفاظ على الحياة على الأرض. إنه الورقة الرابحة للبيئة الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية. يتضمن هذا التنوع الأنواع النباتية والحيوانية والميكروبية التي تعيش وتتفاعل مع بعضها البعض ضمن النظام البيئي. وفي منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، يواجه التنوع البيولوجي تحديات كبيرة بسبب مجموعة من العوامل مثل التصحر، تدمير الموائل، تغير المناخ والصيد الجائر وغير ذلك.
في هذه الدراسة سنناقش بأهمية وأثر التنوع البيولوجي في المنطقة العربية. كما سنتناول الاستراتيجيات اللازمة للحفاظ عليه وضمان استدامته. يشكل التنوع البيولوجي أساساً أساسياً لاستمرارية حياة الإنسان حيث يوفر الغذاء والأدوية ومواد بناء البيوت والموارد الأخرى الأساسية لبقائنا. بالإضافة إلى كونه عاملاً رئيسيا لجودة الهواء والماء والنظم الصحية للأراضي الزراعية مما ينعكس بالنفع الاقتصادي أيضًا. وبالتالي فإن الحفاظ على التنوع البيولوجي ليس أمراً أخلاقياً فحسب ولكنه ضرورة اقتصادية أيضا.
تظهر الدراسات بأن العديد من الدول العربية قد شهدت خسارة كبيرة في مساحاتها الخضراء خلال العقود الأخيرة نتيجة لتوسعات البناء والتطورات العمرانية المختلفة. وهذا الأمر أدى إلى فقدان بيئات طبيعية هامة كانت موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات المحلية. وعلى سبيل المثال، يُعدّ الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية متصلة في العالم وقد عانت بشدة جراء التصحر الذي نتج عنه انخفاض كبير في غطاء النباتات وانقراض بعض أنواع الحيوانات الفريدة لهذه المناطق.
ومن الأمثلة الواضحة أيضاً تأثير الصيد الجائر على الأنواع البحرية الثمينة كالسلاحف البحرية والدلافين والقرش والتي تعتبر جزءاً محورياً من الشبكة الغذائية للمحيطات الإقليمية. ومن الضروري فهم مدى اعتماد بقاء البشر نفسها على وجود هذه الأنواع وكيف يمكن تحقيق توازن بين استخدام موارد البحار واحترام حقوق أعضاء المجتمع البحري المتعدد الأعراق والحياة البرية هناك.
اليوم أكثر من أي وقت مضى أصبح واضحا أن الحلول المستقبلية لحماية التنوع الحيوي تستوجب أشراك جميع القطاعات الحكومية والخاصة والشباب المحلي والجهات الأكاديمية والإعلاميين وصناع القرارات السياسية لوضع خطط عمل طويلة المدى فعالة وآمنة بيئياً واقتصادياً واجتماعياً واجمع. إن تضافر جهود الجميع مهم لتحقيق هدف واحد وهو ضمان مستقبل مستقر ومتنوع اجتماعيا وثرياً بالحياة البرية وأنماط حياة بشرية تعددية وجذابة وجديدة تساهم بكل تأكيد بإيجابيتيّة في تطوير مجتمعات خالية من الفوارق الاجتماعية والمعرفية والثقافية وتعزز بذلك صمود المواطنين أمام تقلبات الظروف الخارجية القاسية خاصة تلك المرتبطة بتغير المناخ العالمي.
الوسوم HTML:
...