- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
لقد أدى ظهور وانتشار التكنولوجيا الرقمية إلى تغيير جذري في حياة الشباب العربي. بينما توفّر هذه التقنيات العديد من الفوائد مثل سهولة التواصل والتعلم والوصول للمعلومات بسرعة غير مسبوقة، إلا أنها قد تحمل أيضًا بعض المخاطر الصحية النفسية التي تستحق النظر فيها وتقييمها بشكل دقيق وموضوعي.
التأثيرات الإيجابية:
* زيادة فرص التعليم والتواصل: توفر المنصات التعليمية عبر الإنترنت والشات وفيسبوك وغيرها من الوسائل فرصة فريدة للطلاب للتفاعل مع مواد دراسية متنوعة والمشاركة في نقاشات تعليمية. كما يتيح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأصدقاء والعائلة البقاء على اتصال حتى عند المسافات الكبيرة بينهم مما يحسن الروابط العاطفية ويقلل الشعور بالوحدة.
التأثيرات السلبية المحتملة:
* الشعور الزائد بالقلق والتوتر: يواجه الكثير من شباب اليوم ضغوطا متزايدة بسبب الضغط الأكاديمي المتوقع منهم بالإضافة لمطالب المجتمع والدين. يمكن لتلك الظروف مجتمعة خلق حالة من القلق الدائم خاصة عندما يقارن الشخص حياته بتجارب الآخرين المنشورة علناً على مواقع التواصل والتي ربما تكون مغرقة أو مُعدَّلة لتحسين الصورة الذاتية.
* الاكتئاب والإدمان الرقمي: هناك دليل قوي يشير لإمكانية ارتباط الاستخدام المكثف للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر بإصابات نفسية كالإكتآب واضطراب نقص الانتباه وحتى إدمان اللعب الإلكتروني. ينتج ذلك غالبا نتيجة ساعات طويلة أمضتها العين أمام الشاشة بسبب تقنية "الدفع" حيث يحاول التطبيق انتزاع أكبر وقتهم واستثمار اهتمامهم بأكثر طريق ممكن.
* التأثير البيولوجي على النوم: يؤدي تعرض أعيننا لضوء الشاشات الزرقاء -خاصة قبل وقت النوم مباشرة- لتقليل إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاسترخاء. هذا التغيير الحيوي الطبيعي يمكن أنه يعوق قدرتنا على الحصول على قسط جيد من الراحة والنوم المنتظم وهو أمر حيوي لصحتنا العامة والسعادة الشخصية.
إن فهم علاقات السببية المعقدة بين التطور التكنولوجي والصحة النفسية مهم للغاية لأنها تساعد الجهات ذات الاختصاص في اتخاذ قرارات مستنيرة وعلى أساس علمي فيما يتعلق بتوجيه السياسات والحملات الوقائية الجديدة. إن الموازنة الحكيمة لاستخدام التكنولوجيا وتعزيز نمط الحياة الصحي هما مفتاحتان لبناء جيل عربي صحّي وعاقل يستغل الامتيازات الحديثة بكل حذر وفطنة.