اسرائيل تريد تحويل لبنان إلى سوريا ثانية بعد انتهاء الحرب، بحيث تقصف متى تشاء وفي العمق الذي تريده، قواعد الاشتباك حتماً ستتغير ومفهوم الردع أيضاً. مستوى هضم الاسرائيلي للخسائر تضاعف بعد ٧ تشرين نتيجة تلقي الجمهور للصدمة وفهمه لطبيعة الخطر الذي يشكله محور المقاومة.
لطالما نظر جنرالات العدو لما سماه المعركة بين الحروب التي يمتلك فيها تفوقاً بالقدرة النارية ودقة النيران وعمقها لدى الخصم وهو الآن يختبر مدى جدوى هذا النوع من الحروب وما اذا كان بالإمكان تحقيق أهداف ردعية للمقاومة بحيث تعيد صياغة مفهومها للصراع وخطابها أمام جمهورها.
في المقابل ستواجه المقاومة معضلة في اعادة تعريف "الأمن" والأهداف الاستراتيجية والشعارات.
سيتعين على حزب الله في حال عدم اندلاع حرب كبرى والتوصل لوقف اطلاق نار الى منع العدو من تكرار تجربة المعركة بين الحروب وربطها بمستوى معين من التصعيد المكلف للعدو.
إن معالم المرحلة المقبلة وقواعد الاشتباك التي سيفرزها الميدان قد تحتاج إلى أكثر من جولة قتالية وربما إلى سنوات لكي يصل كل طرف إلى إعادة تعريف الردع، الشعور بالأمن، السقوف السياسية مما سينعكس ربما حتى على الأيديولوجيا.