- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:مع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، أصبح بإمكان الأطباء والباحثين الاعتماد عليه أكثر فأكثر لتشخيص الأمراض وتوفير العلاجات الشخصية. هذه الثورة التكنولوجية تقدم العديد من الاحتمالات المثيرة؛ إلا أنها تأتي معها مجموعة من القضايا الأخلاقية التي تستحق المناقشة الجادة.
أولاً، هناك مخاوف بشأن خصوصية البيانات الطبية. عندما يتم جمع كميات هائلة من بيانات المرضى واستخدامها لتدريب نماذج AI، فإن هذا قد يؤدي إلى انتهاكات محتملة لخصوصيتهم إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على سرية المعلومات. الحل المقترح هنا يتضمن وضع سياسات تنظيمية قوية تتطلب موافقة واضحة من قبل المرضى وأنظمة تشفير متقدمة لحماية البيانات الحساسة.
النزاهة والتأثير على الوظائف
بالإضافة لذلك، يمكن أن يثير الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول المسؤولية عند حدوث خطأ طبي مرتبط بخوارزماته. هل سيعتبر النظام نفسه مسؤولاً؟ أم سيكون الشخص الذي صمم الخوارزمية هو الجهة المسئولة؟ كما أنه يوجد القلق بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل الطبي. إن استبدال البشر بأجهزة ذكية ربما يؤدي إلى فقدان الوظائف للأطباء والممرضين وغيرهم ممن يعملون ضمن القطاع الصحي. ينبغي تعزيز فرص التعليم المستدام والدعم المهني للموظفين للتعامل مع التحولات الناجمة عن اعتماد الذكاء الاصطناعي.
الأخلاق البيئية: الاستدامة والكفاءة
ثم يأتي الجانب الآخر وهو التأثير البيئي لاستخدام الآلات الغنية بالبيانات مثل تلك المستخدمة في الذكاء الاصطناعي. تعتبر مراكز البيانات شديدة الاستهلاك للطاقة بسبب حجم العمليات الحسابية الضخمة التي تقوم بها. وللحد من ذلك، يجب النظر في طرق أكثر كفاءة في استخدام الطاقة للأنظمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى التقليل من الحاجة إلى مراكز بيانات جديدة غير ضرورية.
الثقة والأمان في القرارت المتخذة
أخيراً وليس آخراً، هناك قضية بناء ثقة الجمهور في الدقة والثبات في قرارات التشخيص والعلاج الصادرة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي. يتطلب تحقيق هذا الشفافية الكاملة في كيفية عمل الخوارزميات وكيف تتخذ القرارات. وذلك يشمل شرح الأسس المنطقية والمعيارية لهذه القرارات بطريقة يفهمها الناس جيدا حتى يحصلوا حقًا على فهم حقيقي لما يجري خلف الكواليس.
بشكل عام، بينما تحمل تقنيات الذكاء الاصطناعي وعداً كبيراً بتقديم حلول طبية أكثر فعالية وقابلية للتخصيص، فإنه من المهم التعامل بحذر مع المعضلات الأخلاقية التي تصاحب تطويرها. عبر التنفيذ المدروس واتباع أفضل الممارسات، يمكن لنا اغتنام الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة العامة دون الإضرار بالقيم الإنسانية أو البيئية.