في حين أنه يمكن للإسلام أن يفخر بالتأثير العميق الذي أحدثته تعاليمه على العالم، فإن توسيع نطاق كتاب الله لتغطية تفاصيل دقيقة مثل أسماء الأفراد أو خصائص معينة خارج مجال العقيدة والدين يعد أمرًا مبالغ فيه وبسيطًا للغاية. فالقرآن الكريم، كما ذكر في آيات عديدة مثل 'أنزلناه إليك لتحذر' (الأعراف:2)، و'قد جاءكم من الله نور' (المائدة:16)، هو مصدر للحكمة والقانون الإرشادي للمؤمنين، وليس موسوعة شاملة لكل المعرفة الإنسانية.
كما أكد العديد من المفسرين البارزين، بما في ذلك ابن كثير وابن عربي وراشد رضا، أن القرآن لا يدَّعي احتواء جميع نواحي الحياة اليومية المادية؛ لأنه موجه بشكل أساسي نحو توجيه البشر روحيًا وضمان تحقيق العدالة الاجتماعية والدينية. ولذلك فإن البحث عن أدلة قرآنية حول موضوعات بعيدة عن هذه الأهداف الرئيسية يعد سوء فهم لهذا المصدر الروحي الثمين.
ومن الجدير بالإشارة أيضًا أنه حتى لو حدث وتسبب كلام شخص ما المؤرخ في خطأ تاريخي بشأن كون القرآن يسجل تواريخ الميلاد والأحداث الشخصية للأفراد، فهذا لا يعكس الواقع الفعلي للعلاقة بين القرآن والعالم الطبيعي والتجريبي. إن تصوير الإسلام بأنه قادر على تقديم معلومات قابلة للتحقق بكل دقة فيما يتعلق بالأحداث الجارية يؤدي إلى تحريف مهم لبنية وتعاليم هذا الدين العظيم.
وفي نهاية المطاف، يجب التعامل مع الكتاب العزيز باحترام عميق ومعرفة وفهم مناسبين لسياقاته المرتبطة بالعقيدة والمorality أولاً وقبل كل شيء.