في حديث نبوي شريف، يُذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم قصة الأم الراحمة بطفلها حتى لو كان كافراً، لتوضيح مدى عمق رحمة الله سبحانه وتعالى. ولكن هذا لا يعني أن كل البشر سيشملهم نور رحمته في الحياة الأبدية.
الحقيقة هي أن رحمة الله الخاصة في اليوم الآخر محصورة فقط في أوليائه وأولئك الذين آمنوا بالتوحيد. بالنسبة لمن ماتوا وهم يعاندون ويكابرون ضد الإيمان، سيتعامل معهم الله بنور العدالة. كما ورد في القرآن الكريم: "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وحاق بالكافرين ما كانوا به يستهزءون." [الأنعام: 115]
وفقاً لتعليقات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، عندما يسعى الكافرون للتوجه نحو رحمة الله -حتى بوسيلة الاعتراف بربوبية الله وقداسة وجوده- لن يكون لديهم الحق في طلب ذلك. بدلاً من ذلك، سينطبق عليهم حكم العدل الإلهي الذي ينصيره القرآن: "اخسؤوا فيها ولا تكلموا". [المؤمنون: 108].
بالتالي، يجب فهم الحديث النبوي الأخير ليس تعميمًا شاملاً لكل البشر بما فيهم المنافقون والكافرون، ولكنه يدل فقط على عمق وعظم رحمة الله التي تتجلى فيما نخلق ونسكن الدنيا.