أولاً، يجب أن نوضح أن ما فعلته من إقامة علاقة مع تلك الفتاة دون المرور عبر القنوات الشرعية هو خطأ. كان عليك أن تأتي البيوت من أبوابها، أي أن تخطبها من أهلها إن كنت راغباً في الزواج منها. هذا الطريق الشرعي يضمن العدل والاحترام لكلا الطرفين. بالإضافة إلى ذلك، الغش والخداع الذي بُنيت عليه هذه العلاقة غير مقبول.
ثانياً، قرارك بالدخول في علاقة زوجية أخرى قبل حل مشاكلك مع الزوجة الأولى ليس بالنهج الصحيح. يجب عليك أولاً محاولة إصلاح العلاقة مع زوجتك الأولى، كما قال الله تعالى: "فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ" (البقرة/229). حتى لو اشترطت المرأة طلاق زوجتك الأولى، فإن هذا الشرط باطل ولا يلزم تنفيذه، لكنه لا يجعل عقد الزواج الثاني باطلاً.
ننصحك بإصلاح علاقتك مع زوجتك إن أمكن ذلك، ولا تفكر في الطلاق إلا إذا وصلت العلاقة إلى طريق مسدود. إذا رغبت في الزواج من امرأة أخرى، فلا حرج عليك، بشرط أن تكون قادراً على العدل بين زوجتيك.
إذا تعذر إصلاح العلاقة مع زوجتك الأولى، فاسرحها سراحاً جميلاً، ثم ابحث عن زوجة أخرى صالحة. إذا فكرت في تلك الفتاة، فليكن الأمر عن طريق أهلها لتبني حياتك الزوجية الجديدة على أسس سليمة.
في كل الأحوال، لا يحل لك أن تبقى مع تلك الفتاة على علاقة محرمة، ولا يحل لك أن تشرع معها في خطبة أو علاقة شرعية إلا بعد أن تكون هي على بينة من أمرك، لتنظر في أمرها: هل تقبل بك أم لا.
والله أعلم.