- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي الذي نعيش فيه، أصبح استخدام التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. والألعاب الإلكترونية تحديدًا قد أصبحت إحدى أكثر الوسائل التي يستهلك الأطفال والمراهقون وقت فراغهم بها. لكن هذه الاستخدام المكثف قد يؤدي إلى مجموعة معقدة من التأثيرات على صحتهم النفسية. هذا المقال سيستعرض الدراسات الحديثة والخبراء في مجال علم النفس لتقديم نظرة شاملة حول كيفية تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية لهذه الفئات العمرية الحساسة.
**التأثيرات الإيجابية المحتملة**
- تطوير مهارات حل المشكلات: العديد من الألعاب تتطلب تفكيراً استراتيجياً ومواجهة تحديات مختلفة مما يمكن أن يساهم في تحسين القدرة على حل المشاكل لدى اللاعبين الشباب.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية: البعض يرى أن الألعاب الجماعية عبر الإنترنت تسمح بالتواصل والتفاعل الاجتماعي حتى وإن كان افتراضياً، وهو أمر مهم خاصة خلال فترات عزلة مثل جائحة كوفيد-19.
- تقوية الذاكرة والتركيز: بعض الأنواع من الألعاب تتطلب التركيز الطويل المدى وتذكر كميات كبيرة من المعلومات، وهذا يشجع على بناء قوة الذهن البدنية.
**التأثيرات السلبية المحتملة**
- الاعتماد الشديد والإدمان: هناك خطر كبير بأن تصبح الألعاب إدماناً، مما يؤثر سلباً على الحياة الطبيعية للطفل أو المراهق سواء أكاديميًا، اجتماعياً، أو بدنياً.
- العنف والسلوك العدواني: عدة دراسات ظهرت تشير إلى وجود علاقة بين مشاهدة أو لعب ألعاب الفيديو العنيفة وبداية ظهور سلوك عدواني لدى الأطفال والمراهقين.
- القلق والاكتئاب: الكثير من الألعاب تحتوي على عناصر خوف وكوابيس والتي يمكن أن تسبب قلق مستمر لدى اللاعب الصغير. بالإضافة إلى ذلك، فقدان الشعور بالسعادة بسبب الواقع الواقعي مقارنة بالواقع الافتراضي داخل اللعبة يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب.
- مشاكل النوم: كثرة الوقت أمام الشاشة قبل النوم تؤدي غالباً إلى اضطراب دورة النوم والاستغراق في النوم.
**إرشادات الآباء والمعلمين**
من الضروري بالنسبة للآباء والمعلمين فهم الدور الكبير الذي تلعبه الألعاب في حياة الطفل والمراهق. هنا بعض التصرفات المقترحة:
- وضع حدود زمنية واضحة واستخدام خاصية "وضع الزمن" المتاحة في معظم المنصات.
- تشجيع الانشطة الخارجية والحياة الاجتماعية خارج نطاق العالم الرقمي.
- مراقبة نوع الألعاب التي يلعبها طفلك للتأكد أنها ليست ذات محتوى غير مناسب للعمر.
- تقديم أمثلة شخصية إيجابية وإظهار أهمية العمل والجهد المستدام لتحقيق الهدف.
**ختام المطاف**
بينما توفر لنا الألعاب الإلكترونية العديد من الفرص التعليمية والاجتماعية، فإنه ينبغي علينا أيضاً أن نكون حذرين بشأن التأثيرات السلبية المحتملة. التواصل المنتظم والبناء مع الأطفال والمراهقين حول تجاربهم مع الألعاب يمكن أن يساعد في إدارة المخاطر وتعظيم المنافع المرتبطة بالألعاب الرقمية.